عبد الرحمن البراك يري أن ما جرى في الانتخابات الأخيرة، وخصوصاً فوز المرأة هو ردة فعل أكثر مما هي قناعة

زاوية الكتاب

كتب 673 مشاهدات 0





قناعة.. أم ردة فعل

عبد الرحمن البراك


لا شك أن العلامة الفارقة في الانتخابات البرلمانية الأخيرة هي فوز أربع سيدات يتمتعن بشهادات عليا ودرجة علمية كبيرة، وقد يكون هذا الفوز بالمقاعد الأربعة إضافة إيجابية لمجلس الأمة، مع العلم أنه لم يتوقع أحد مسبقاً فوز المرأة الكويتية بالانتخابات منذ تاريخ إقرار حقوقها السياسية في عام 2006 على المدى القريب.

ذهب البعض إلى أن المرأة الكويتية لن تدخل قاعة عبدالله السالم قبل 20 عاماً على الأقل في تقديرات البعض، ولكن ما حدث في الانتخابات الأخيرة هو حدث تاريخي، خصوصاً أن الفرق بين إقرار حقوق المرأة السياسية وفوزها بمقاعد البرلمان، هي 3 سنوات فقط وهو عمر قصير جداً، وفترة قياسية على مستوى أعرق الديموقراطيات في العالم، وكان أول من تنبأ بفوز أربع سيدات في هذه الانتخابات بالاسم تحديداً هو د.غانم النجار ـ أستاذ العلوم السياسية بجامعة الكويت.

هناك من يرى أن من أبرز وأهم المؤشرات الايجابية في انتخابات 2009، هو فوز المرأة، وبرره بارتفاع مستوى الوعي، بمعنى انخفاض التمييز أو عنصرية الرجل والتحلل من القيود الاجتماعية التي لا تتفق مع الدستور والقوانين نصا وروحا، ولكن كل ذلك لا يمنعنا من التطرّق إلى القول إن هذه الانتخابات كانت انتخابات استثنائية بظروفها ومختلفة عما سبقها، خصوصا أنها جاءت بعد حل مجلس الأمة نتيجة الاحتقان السياسي بين السلطتين الحكومة والمجلس على حد سواء وحالة الإحباط التي عاشها المواطنون بسبب الأداء المتردي للسلطتين أيضاً مما أدى إلى تغير المزاج العام لدى الناخبين، والذي كان له تأثيره الواضح على نتيجة الانتخابات، وفي تقديري الشخصي أن ما جرى في الانتخابات الأخيرة، وخصوصاً فوز المرأة هو ردة فعل أكثر مما هي قناعة، ولعلي اكون مخطئا في هذا الجانب على الأقل مع كل تقديري واحترامي للنائبات الأربع، ودون التقليل من شأنهن، والحكم سويكون على مستوى أدائهن داخل المجلس وإثبات جدارتهن.. أما أبرز سلبيات الانتخابات الأخيرة فهو غياب الخطاب الوطني العام من قبل المرشحين، والذي تمحور حول إنجازاتهم بالنسبة للنواب السابقين والبرنامج الانتخابي للمرشحين الجدد والذي كان عبارة عن صورة طبق الأصل لكل مرشح مع اختلاف بسيط بالطرح فيما بينهم، وذلك بحسب الدائرة التي يترشح عنها وما يريده الناخبون بالدائرة دون ان يبدي ما يريده هو كمرشح، فضلا عن الطرح الطائفي والفئوي والقبلي الذي تفنن فيه البعض في المقار الانتخابية وبعض وسائل الإعلام، وهو طرح خطير ومؤسف، ومثل هذه الحالة لا يمكن لها أن تمر مرور الكرام دون التوقف عندها وتشخيصها وايجاد العلاج لها، مع استمرار غياب أجهزة الدولة في مراقبة ومعالجة تلك الحالات الشاذة عن المجتمع والتي ستؤدي حتماً إلى تمزيقه.

والآن وبعد أن وصلت رسالة الشعب الكويتي عبر صناديق الاقتراع، فلاشك أن المسؤولية ستكون ثقيلة على سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد بضرورة تشكيل حكومة وطنية من الخبرات والكفاءات الحقيقة، بعيدا عن المحاصصة وتوزيع المناصب الوزارية حسب الانتماءات القبلية والمذهبية والطائفية.

آخر المقال

من اللافت للنظر في الانتخابات الأخيرة، خوض المرشحين المنتمين إلى التنظيمات السياسية من دون رفع شعار التنظيم في دعاياتهم وحملاتهم الانتخابية، مع العلم أن هذا الأسلوب في الترشيح للانتخابات لا ينفي العلاقة فيما بينهم وبين التنظيمات السياسية التي ينتمون إليها.

سؤال أتمنى الإجابة عنه ممن يعنيهم الأمر.

اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع وقلب لا يخشع وعين لا تدمع.

 

الرؤية

تعليقات

اكتب تعليقك