#جريدة_الآن زايد الزيد: العجز البريدي كارثة.. وفي ظل بؤس مكاتب البريد فلن نتقدم شبراً واحداً

زاوية الكتاب

كتب زايد الزيد 756 مشاهدات 0


النهار 

تملك الكويت تاريخاً مميزاً مع البريد، إذ أنها سبقت دول المنطقة كافة في تقديم الخدمات البريدية منذ أكثر من 100 عام، بل إن إدارة البريد الكويتي كانت تعد أحد أعرق الإدارات البريدية في المنطقة منذ تأسيسها قبل عصر النفط والدستور.
لكن الأمور اليوم اختلفت عن السابق مع الأسف الشديد، حيث تدهورت خدمات بريد الكويت بشدة بسبب البيروقراطية والفساد والكسل وغياب الرقابة الحكومية الحقيقية على إداراتها، حتى صار سماع خبر ضياع طرد بريدي لمواطن أمرًا اعتيادياً وغير مستهجن، فالأصل في الطرد البريدي الذي يصل عن طريق البريد العادي هو أن يضيع.
وبإمكان أي مواطن يرغب في إرسال سلعة أو ورقة أو كتاب عبر البريد العادي أن يسمع الجواب الاعتيادي من قبل موظفي البريد في جميع مكاتب البريد المنتشرة حول البلاد: «أرسلها عبر شركات الشحن العالمية لأن البريد العادي لن يصل!» وهي فضيحة ليست بعدها فضيحة.
الأدهى والأمر أن الجمارك عرضت بيع أكثر من 9000 طرد بريدي لم يتم توزيعها من قبل البريد الكويتي في شهر ديسمبر عام 2017 في لجنة العفش المتخلف، حيث لم تقم إدارة البريد بتوزيعها أو الاتصال على أصحابها وسط عدم استجابة لشكاوى المستخدمين الذين ضاعت الكثير من حاجياتهم المهمة داخل هذه الطرود.
وليت الأمر اقتصر على البريد العادي فحسب، بل امتد إلى البريد الممتاز السريع الذي يدفع فيه المواطنون والمقيمون رسوماً عالية مقابل خدمات مميزة وسريعة، لكن الإضرابات المستمرة لعمال الشركات المتعاقدة مع البريد أدى لعدم تفتيشها وفرزها داخل المطار، وهو ما جعل البريد يتكدس لأسابيع معطلاً بذلك مصالح الناس، أي أننا نشهد حالة فريدة هنا وهي فشل البريد في تقديم خدمات البريد العادي وإعاقته لخدمات البريد المميز.
إن من أسس أي دولة متقدمة أن تكون خدمات البنية التحتية للاتصالات متطورة وسريعة وذات جودة عالية، والحكومة التي تبشر كل يوم بتحويل الكويت إلى مركز استثمار عالمي ومنطقة تبادل تجاري، يجب أن تعي أن أساس التبادل التجاري يعني وجود ملايين الطرود البريدية التي تتنقل من دولة إلى أخرى وتأتي للكويت كجزء من العمل الاستثماري والمالي، وفي ظل بؤس مكاتب البريد لدينا وفشلها فلا أعتقد أننا سنتقدم شبراً واحداً نحو ما نصبو إليه.

تعليقات

اكتب تعليقك