محمد العوضي يدافع عن الشيخ البحريني حسن الحسيني الذى تم إيقافه لأنه لجأ بشكواه إلى الصحافة

زاوية الكتاب

كتب 2188 مشاهدات 0


 

 خواطر قلم
 إدارة المساجد... ومشايخ تيمور لنك!
 
 محمد العوضي 
 
 
 
نبهني احد الصحافيين المنسوبين لوزارة الاوقاف إلى ضرورة الاشارة للتوقيت الزماني الذي أكتب فيه مقالات نقدية لخطأ فني - من وجهة نظري طبعا - لاحدى ادارات هذه الوزارة.
ويقصد صاحبي انني اكتب قبل ان يعين الوزير الجديد، كي لا يفسر البعض ان النقد موجه لوزارة فلان ليصرف النظر عن المشكلة التي نعالجها إلى تأويلات القيل والقال.
وأنُبه إلى ان الوزارة من وكيلها إلى وكلائها المساعدين إلى المديرين إلى آخره احباب واخوة وليس عندي اي مشاكل او تراكمات خصومات مع اي منهم، ولا ادل على ذلك من مشاركتي مع الشيخ البحريني حسن الحسيني الثلاثاء الماضي في محاضرة عامة بمسجد محمد ابن الحنفية في منطقة العدان.
ان نقدي لمظلمة واضحة وسوء تصرف عاجل ارتكبته ادارة المساجد في حق رجل فاضل. وتخيل نفسك يا اخي ياكويتي انك إمام مسجد في بلد عربي ثم ترفع ضدك شكوى وانت الغريب بأنك هاجمت دولة جارة وتعديت على جهازها الامني باتهامات باطلة وانها تهلك الابرياء... ماذا سيكون شعورك؟! ان الذي يجلس في غرفة مكيفة ويشرب الشاي والعصيرات وهو آمن في بلده لا يشعر بالمأساة ولو عاش الحالة الشعورية بلحظة تأمل لعرف ثقل التهمة على النفس.
اجلت المقال إلى السبت تعمدا ليسافر الشيخ المفترى عليه الخميس الماضي كي لا يكون للكتابة اي تفسير ضد الشيخ، دخلت ديوان خليل العوضي بالعمرية القريب من المسجد الاربعاء الماضي وكان جميع الحضور (العدواني، ومعرفي، والنصر الله،) ومن لا أذكر ساخطين على قرار الاوقاف ضد إمامهم الا ان القاضي المستشار في قصر العدل خالد المنديل بعد ان قال اني كنت موجودا في الخطبة والرجل ما قال شيئا، ولقد نقلنا قناعتنا للاوقاف، فقرروا الغاء ايقافه وتفهموا الامر، لكنهم عدلوا عن قرارهم بسبب لجوء الشيخ إلى الصحافة!!! ولقد سمعت هذا الكلام من الشيخ بعد مقابلة طيبة وكريمة اجرتها معه الوزارة.
وهنا اقول: لم يلجأ الخطيب للصحافة واليكم التفصيل الممل ليفهم من فاته المشهد، دخلت اصلي عنده الجمعة قبل الصلاة وكان جالسا على كرسيه من جانب المسجد في الصالة الخلفية سلمت عليه ودردشت معه ثم دقائق وصعد وخطب قبل الانتخابات البرلمانية بيوم، واثنيت على خطبته صباح السبت بمقال. في الظهيرة اتصل بي مستغربا من توجيه التهمة له باثارة الفتنة ضد دولة جارة إلى آخر الاوهام والوساوس!
فالرجل لم يقل لي اكتب ولم يتوقع انني سأكتب بل اراد ان اتدخل بحكم معرفتي بالاوقاف ورجالها الافاضل، وفعلا اتصلت في لحظتها بالاخ الوكيل المساعد لشؤون المساجد وليد الشعيب، وهو احد الاحباب، وشرحت له، ولما صدر القرار بتوقيفه بعد ايام كان الحق الذي اعتقده في القضية احب اليّ من الاوقاف، انتصارا لرجل تربى ابناؤنا من الابتدائي على يديه وتعلموا القرآن منه وسيرته مشهودة بغير ما تقتضيه الخطبة.
نعم لا الشيخ ولا انا ولا ادارة المساجد معصومة، فلو لفت نظر الخطيب للموضوع لكان حلا حكيما، لرجل بقي على مدة توديعه للكويت شهور فيختم ايامه بهذه الاهانة الاوقافية واثارة شبهة ضد شخصه قد تضره امنيا!!
قرار الاوقاف اثار بلبلة عند المصلين فبعضهم يصر بان ابحث عن حلقة مفقودة، الا وهي لماذا التستر على الشاكي، هل هو انسان كبير السن ضعيف السمع التقطت أذناه بعض الكلمات وقد يكون حاد المزاج او قريب احد الموظفين في ادارة المساجد فاتخذ القرار ترضية له... هذا التفسير بعيد لكن القرار اثار البلبلة وفتح الباب للتأويلات التي لا نحب ان نذكر بعضها كي لا نفهم خطأ.
ومع ذلك انا مستعد وحريص على لقاء الشاكي لماً للشمل وفرصة لفهم كيفية تلقي المستمع للكلام لاهتمامي بعلم الدلالة وعلاقته بالصورة الذهنية فهل سنصل اليه وتجمعنا ادارة المساجد به ولو على عشاء خفيف.
هل كان كلام الخطيب قنبلة فكرية سياسية تستدعي هذا الضجيج، ذكرني قرار التوقيف، بالشيخ عبدالحميد كشك المصري رحمه الله كان يقول استدعتني ادارة الامن لا اذكر بالدقة فالكلام ايام الثانوية وقالوا لي لماذا تكثر الحديث عن عمر بن الخطاب؟! فقلت واي مشكلة في الكلام عن عمر!! قال: ان الكلام عن عدالة عمر يهز عروش الظالمين ويفهم منه تعريضا بالطغيان السياسي، قال كشك: هل تريدوني اتكلم عن ماركس ام لينين ام خروتشوف؟!! لن اتكلم الا عن عمر وسأظل اتكلم عن عمر... اقول: اننا لسنا في حاجة لا إلى وعاظ السلاطين امثال الشيخ عبدالجبار الذي كان إماما لتيمور لنك طاغية الطغاة ولا الزاهد الشيخ الشريف بركة الذي كان يعين تيمور على طغيانه وربما كفره كما ذكر صاحب كتاب «المنهل الصافي» وفي المقابل لسنا في حاجة إلى خطباء يورطون انفسهم والاوقاف بالهجوم والتشخيص ضد من يعتقدون طغيانهم، والاكتفاء بطرق المفاهيم وتصحيحها هو الاولى والأصوب، وهو ما فعله خطيبنا وفهموه خطأ وإلى المقال المقبل، «اللازم والملزوم بين ابن عثيمين وادارة المساجد».

محمد العوضي - مسقط

 

الراى

تعليقات

اكتب تعليقك