#جريدة_الآن يوسف الشهاب : السياحة.. ما لها إلا «الديوان»

زاوية الكتاب

كتب يوسف شهاب 557 مشاهدات 0


القبس

يرتكز نجاح أي مناخ سياحي في أي بلاد من قارات هذا العالم على ثلاثة عناصر هي: توفير المرافق السياحية، والعنصر البشري الذي يقود حركة هذه المرافق، ثم يأتي العنصر المادي الذي يمكنه دعم السياحة بصورها المختلفة والعديدة أيضاً.

عندنا، وتمشياً مع حالة الطقس الصيفي الذي يصهر حتى الحديد، تكاد تكون السياحة ليست سهلة التوفر، لكن من جانب آخر يمكن التغلب على معوقاتها الأخرى بالسعي الدؤوب من خلال العنصر البشري القادر على إدارة المرافق واستقطاب السائح من الداخل، وحتى من الخارج صيفاً.. ولا أظن أن ذلك صعب وعسير التحقيق إذا ما تظافرت الجهود وتوحدت المساعي من أجل إقامة ولو جزءا من السياحة في بلاد صحراوية مثل الكويت.

مشكلتنا أن بعض الذين يديرون السياحة عندنا لا يملكون المؤهلات اللازمة لمفهوم السياحة، وربما هم في حالة يأس من نجاح السياحة في الكويت، وربما أيضاً ليسوا على استعداد للتغلب ع‍لى معوقات هذا النجاح ويكفي شواهد مرافق المشروعات السياحية وهي حكومية، ومع هذا يأتي من يقول لنا إن تأهيل المدينة الترفيهية يحتاج إلى عشر سنوات! فشلتونا فأي منطق هذا وأي مسؤول يرضى ان يطلق مثل هذا القول على لسانه؟ ثم تعالوا إلى منتزه الخيران وحديقة الشعب والمرافق التابعة للمشروعات السياحية نراها اليوم في حالة احتضار وخمول لفشل الإدارة السياحية في أداء مهماتها التي ما جاءت إلا من أجل تطويرها ونجاحها، فإذا هي فشل في فشل.

المرحوم صالح الشهاب ورفاق الدرب معه خلقوا سياحة صيفية استقطبت كل من كان يقضي الصيف بالكويت، سواء في حفلات الحدائق وبرامجها أو في استقدام الوفود الأجنبية إلى الكويت، وفي عز الصيف، لرؤية البرامج السياحية التي كانوا يوفرونها للأهالي في صيف الكويت، وما كان نجاح الترويج السياحي الذي لا يزال الكثير يتذكره إلا لأن الرجال الذين كانوا يتصدون لمهمة الترويج السياحي كانوا على قدر من المسؤولية والحرص على نجاح الدور الذي وكلوا به رغم ضآلة الميزانية في ذلك الوقت.

تصدي الديوان الأميري لمهمة اعادة وتأهيل المدنية الترفيهية جاء لإنقاذ ما يمكن انقاذه في جانب من المرافق السياحية التي يحتاجها الكثير من المواطنين والمقيمين، وجاء أيضاً لعجز عباقرة الفشل السياحي في اداء دورهم بتوفير ولو بعض المناخات السياحية التي عجزوا عنها لأكثر من سبع سنوات.. اكثر من هذا فشلوا حتى في تطوير مرافق منتزه الخيران وخدماته وحديقة الشعب، ولا ادري لماذا لا يزال هؤلاء على مقاعد مجلس الادارة! استقيلوا لأن العمل السياحي يحتاج الى عقول وطاقات قادرة على الابداع لا على الفشل.

تعليقات

اكتب تعليقك