#جريدة_الآن محمد الرويحل: تبجح الفاسد بفساده دون خجل وخوف حتى أصبح من علية القوم وأصحاب النفوذ والوجاهة بل والأدهى أن بعضهم يصبح ممثلاً للأمة

زاوية الكتاب

كتب محمد الرويحل 876 مشاهدات 0


الجريدة

الكل يعلم أن خلو بلد ما من الفساد من المستحيل، فالبشر ليسوا معصومين ولا ملائكة، ومغريات الحياة قد تغوي ضعاف النفوس لممارسة الفساد، فيفسدون ولكن بخجل وخوف، حتى أن الفاسد لا يبلغ عن فساده، ولا يبوح به لأقرب المقربين إليه خوفاً من إفشاء سره، فينبذه المجتمع وتحاصره العزلة والسبّة، وتمس أسرته ومكانته الاجتماعية.

ما نراه اليوم هو تبجح الفاسد بفساده دون خجل وخوف، ويجاهر به دون أي ردة فعل من المجتمع، بل أصبح بفساده من علية القوم، ومن أصحاب النفوذ والوجاهة، ويُستقبل بالحفاوة والترحيب، بل الأدهى أن بعضهم يصبح ممثلاً للأمة، الأمر الذي أصبح الفساد وسيلة مشروعة للثراء والوجاهة.

فأي فاسد اليوم وبسبب ما يناله من وجاهة ونفوذ وحماية وثراء أصبح قدوة لضعاف النفوس وعديمي الإدراك، الأمر الذي جعل الفساد عادةً حميدة لدى الكثير من أفراد المجتمع، وجعل من الفساد وسيلة سهلة وسريعة لتحقيق أحلام البعض، خاصة بعد أن تم إقصاء الإصلاحيين وتهميشهم ومطاردة بعضهم ومعاقبة كل من يطالب بالإصلاح أو حرمانه وأسرته من حقوقهم الدستورية.

يعني بالعربي المشرمح:

فقدنا الحياء والخوف والخجل من أن نخرج جهراً نفتخر بفسادنا، ليرحب بنا المجتمع والدولة ونصبح الواجهة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية لمكوناته، وبذلك أصبح الفاسد قدوةً للكثير من أفراد المجتمع، لما يتميز به من حظوة ونفوذ وثراء وحماية، دون إدراك من الحكماء وأصحاب البصيرة لخطر الفساد والمفسدين على الدولة والمجتمع!

تعليقات

اكتب تعليقك