#جريدة_الآن محمد الوشيحي يكتب عن علاقة الشأن الدولي بقيصرية الفحيحيل

زاوية الكتاب

كتب محمد الوشيحي 400 مشاهدات 0


كلما أذنت للقلم بالسير في مساحات الشأن الدولي، قفزَ فرحاً، وراح يستعرض مهاراته، ويعتني بخصلات شعره، ويتمشى بين حسناوات العواصم والمدن العالمية، يعاكس هذه ويسبل بعينيه لتلك.

إذ هو - القلم - يدرك جيداً أن قيادات تلك الدول والمدن العالمية لن يرفعوا ضده قضية، ولن يسعوا إلى كسره، لا نبلاً منهم ولا شهامة، ولا لأنهم لا يقرأون ما نكتب، إذ تترجم سفاراتهم، كما أظن، كل حرف يُكتب عن بلدانهم. بل لأن قوانين بلدانهم تقدّس الرأي وتحترمه وتغسل قدميه، مهما كان هذا الرأي مخالفاً لهم ولتوجهاتهم.

لكن ما لم يكن متوقعاً أن تتحول بلداننا، نحن، وشؤوننا الداخلية إلى "الشأن الدولي". فما يحدث مع إيران يُدخلنا ويُدخل المنطقة كلها في الشأن الدولي، وما يحدث بين دول الخليج يدخلنا في الشأن الدولي، وما يحدث في فلسطين والقدس والجولان، يُدخلنا في الشأن الدولي، وما ينتج عن الربيع العربي والخريف المضاد، يدخلنا في الشأن الدولي، وما يدور من تفاهمات وإملاءات ترامبية عن النفط وأسعاره، يدخلنا في الشأن الدولي...

والكتابة عن منطقتنا وأوضاعنا، بصدق، كالسّير بين حقول الألغام، وإن استبدلت كلمة "بين" بكلمة "فوق" فهو أصدق. ما لم تحمل طبلة معك أو مبخرة أو جنسية أميركية أو أوروبية أو ما يعادلهما.

والجنسية الأميركية تعطيك، كصحافي، القداسة، عند بعض المسؤولين العربان، فيحق لك قول ما تشاء، وانتقاد ما تشاء، بل والسخرية مما وممّن تشاء، من دون أن تتقطع السياط على ظهرك، أو تنقطع دعوات الغداء والعشاء عن مكتبك.

وبتحول دولنا ومشاكلنا نحن إلى "الشأن الدولي"، يجب أن نفكر، كإعلاميين، بالتحول أيضاً، فنكتب عن أغاني "استديو الوادي الأخضر"، وكيف كان فنانو الخليج ومطربوه يأتون إلى الكويت، في ستينيات وسبعينيات القرن المنصرم صرماً مبيناً، لتسجيل أغانيهم. وكيف كان شعراء الكويت، مثل لاعبي برشلونة، محط أنظار المطربين والملحنين والإعلاميين... ويا غزال الصالحية.

وكان في الصالحية غزلان، على ذمة الشعراء. وفي حولي أيضاً، وفي سوق القيصرية بالفحيحيل. وجاء ترامب، فأصبحت الصالحية وحولي وسوق القيصرية شأناً دولياً، واختفى "استديو الوادي الأخضر"، أو لعله تحوّل هو الآخر إلى شأن دولي، وصار غزال الصالحية "إرهابياً"، باعتباره يكره إسرائيل.

تعليقات

اكتب تعليقك