#جريدة_الآن د. ناصر أحمد العمار: الكويت "أم لمن لا أم له"!

زاوية الكتاب

كتب د. ناصر العمار 754 مشاهدات 0


الأنباء

جميلة جدا تلك القصة والتوليفة التي خرجت من خيال الكاتب د.حمد الرومي في مسلسله «أنا عندي نص» من بطولة نجوم كبار على رأسهم سعاد عبدالله استطاعوا إقناعنا بأدائهم الرائع، أما المفاجأة بالنسبة لكاتب السطور فتلك التوليفة التي رسمها الكاتب لمجريات قصته الاجتماعية عن حياة مواطنة كويتية أجبرتها الظروف الأسرية على العيش بعيدا عن أسرتها لتسكن في شقة سكنية وتكون علاقة مع أسرة مصرية مقيمة في الكويت، وكيف أن تلك العلاقة توطدت بينهما لدرجة قيام الأسرة المصرية بمساعدة المواطنة الكويتية بشتى أنواع المساعدات لتلعب دورا مهما في انتشالها من مواقف نفسية وعصبية أحيانا، بل الوقوف معها في السراء والضراء والعكس صحيح.

إن وجود محاور أساسية في حبكة هذا العمل يؤديه وافدون يعتبر نجاحا من نوع آخر لدراما استوطنت بلد السلام وأميرها رجل الإنسانية الأول. الجديد في هذا المسلسل تلك العلاقة الطيبة بين (الضيف والمضيف) والدور الأساسي الذي يلعبه المقيمون في حياتنا سواء الذي كشف عنه النقاب في هذا المسلسل أو في حقيقة واقعنا، فلم يقتصر ظهور الممثل الوافد على دور سائق أو طباخ أو أي وظيفة مهمشة يتلقى من خلالها (الزف) من الصغير قبل التجريح والإهانات من الكبير، فأبهرنا دور النجمة المصرية بدرية طلبة فأقنعنا أداها حتى باتت تشكل أهمية في محاور هذا المسلسل.

من جانب آخر، يبرز لنا المؤلف مثالا رائعا لذلك القبول العفوي والتكوين للعلاقة بين المواطنة المسلمة وجارتها المسيحية المصرية المبني على معيار الإنسانية الحقة ليكشف عن جانب مهم من أخلاقيات المجتمع الكويتي الذي يؤمن بالوسطية (وكذلك جعلناكم أمة وسطا) وقبول الآخر مصداقا لقول الحق عز وجل: (ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم وقولوا آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم وإلهنا وإلهكم واحد ونحن له مسلمون).

لقد شكّل البناء الدرامي مجريات قصة ظهرت من خيال المؤلف لكنها تعكس جانبا من واقعنا الذي نعيشه ونتعايش به كل يوم ليكشف لنا د. حمد الرومي عن جانب آخر من المسلسل لقصة أم خالد الهندية التي تصدت لهذا الدور الفنانة سميرة الوهيبي عندما تزوجت يوما كفيلها الكويتي وأنجبت خالد فقامت على تربيته تحت ظروف صعبة، فاقترب المؤلف لملامسة الواقع، وتمنح هذه الأم الهندية الجنسية الكويتية (أنا بابا مو خدامة.. أنا كويتي) جميل جدا تلك الصورة والمثال الرائع لحقائق غيبتها عنا الميديا ليكشف لنا المسلسل جانبا مهما من نجاح المجتمع الكويتي في تحقيق العدالة الإنسانية قبل تحقيق اندماج وانصهار الضيف في كنف المضيف تماما مثلما قدم المسلسل دليلا آخر يعزز مكانة الكويت ويؤكد تتويجها بلقب عالمي هو مركز العمل الإنساني.

تؤكد دراسة أجرتها مؤسسة «انترنيشنز» أن ضمن مقومات نجاح عيش وإقامة الوافدين في الكويت قلة ضريبة الدخل الشخصي أو انعدامها، فضلا عن قوة اقتصادنا وأن معظم الوافدين راضون عن دخلهم السنوي وتغطية نفقاتهم اليومية فضلا عن استقرارنا السياسي.

وأنا أقول إنها الكويت (أم لمن لا أم له)! فإذا (عندكم نص) فيه للوافدين دلائل وحقائق أخرى لاندماجهم لا تخفيها الشمس.. فلايزال للنهار ضياء.

تعليقات

اكتب تعليقك