#جريدة_الآن وليد الرجيب: هل للحكومة آذان وبصر؟.. فلا يمكن بناء كويت جديدة على تلوث

زاوية الكتاب

كتب وليد الرجيب 739 مشاهدات 0


الراي

في الكويت لا أحد يهتم بصحة البيئة شعبياً ورسمياً، ويتم التعامل مع هذا الأمر باعتباره كمالياً، ولذا فكل الأحاديث الرسمية والاجتماعات والقوانين، شكلية لا جدية ولا استشعار لخطورة هذا الأمر فيها، فالنظرة هنا إلى موضوعات البيئة تشبه النظرة إلى موضوعات الثقافة في البلد، وعلى كل حال فالحفاظ على البيئة يعكس مكونا مهما من مكونات الثقافة في البلد والمجتمع.
في الكويت نحن لا نتحرك أو نتخذ إجراء إلا عندما تقع الفأس بالرأس، لا نعرف شيئاً اسمه الإجراء الوقائي، ولا نستشعر التأثير على المستقبل من جميع النواحي، رغم أنه لا مانع لدينا من توقيع معاهدات دولية، لكن باعتبارها شكلية ومكملة لديكور الدولة.
وقد ورد في الصحافة المحلية، بناء على دراسات علمية، أنه توجد في الكويت سموم يورانيوم، تسبب أمراضاً خطيرة من بينها السرطانات وأمراض المناعة والسكري وغيرها، بدأت تظهر بشكل جلي بعد التحرير، وإذا تساءلنا من أين تأتي نفايات اليورانيوم في الكويت، نعرف ويعرف عدد من المختصين والمهتمين، أنها من آثار حرب الخليج الأولى.
والولايات المتحدة دأبت على دفع مبالغ لبعض الدول الفقيرة، من أجل دفن نفايات المصانع الأميركية في بحورها وأراضيها، وتركت هذه الشعوب ضحية بشاعة الرأسمالية اللاأخلاقية، ولا نستبعد أن أميركا دفنت نفايات نووية في بحرنا وأرضنا، هذا ناهيك عن أخطار التسلح النووي والجرثومي في العالم، ومن بينها خطر المفاعل النووي الإيراني علينا وعلى بيئتنا.
فبعد غياب الدولة المدنية، انتشرت ثقافة التلوث وإهمال البيئة، وتعاني بيئتنا البرية والبحرية من هكذا ثقافة، حتى اختفى السلوك المتحضر والروح الوطنية، فأمر طبيعي أن ترى من يرمي القمامة من السيارات وفي الأماكن العامة، كما لا يوجد تطبيق صارم يعاقب تلويث البيئة والمنظر العام ونظافة البلد، في الوقت الذي تقوم الحكومات بمعاقبة البصق في الطريق، بينما هذه الثقافة بعيدة عنا تماماً.
لا يمكن بناء كويت جديدة على تلوث بيئي، الذي أصبح يؤثر منذ سنوات على ثرواتنا البحرية والحيوانية والزراعية، فمن دون عقلية جادة وواعية لأهمية الحفاظ على البيئة، لا مستقبل للتنمية أو التقدم... فهل للحكومة آذان وبصر؟

تعليقات

اكتب تعليقك