#جريدة_الآن صالح الشايجي: إيران باتت تستجدي الحرب عليها وضربها بالعمق

زاوية الكتاب

كتب صالح الشايجي 600 مشاهدات 0


واضح أن ايران باتت تستجدي الحرب عليها وضربها بالعمق، حتى أصبح ذلك الأمر علنيا وتكاد لا تخفيه وما ينقصها سوى الإعلان عنه مباشرة وبالصوت والصورة.

إن تحرشها بالقوى العظمى كبريطانيا وأميركا من خلال محاولة اعتراضها لباخرة بريطانية وكذلك اسقاطها طائرة أميركية دون طيار خارج أجوائها، هو استدرار لحرب عليها واستفزاز للقوى العظمى من أجل الرد عليها وضربها.

يضاف إلى ذلك مخالفاتها للاتفاقية النووية وخروجها على ما اتفقت عليه سابقا ووقعت عليه مع المجتمع الدولي. كل تلك التصرفات تنم عن الواقع السيئ الذي تعيشه ايران وتعاني منه على الصعيد الداخلي والخارجي أيضا. فهي أنهكت حالها في قضايا وتدخلات خارجية استنزفت طاقاتها المالية والعسكرية والبشرية، وصارت تحقق في ميزان الخسائر مؤشرات عالية جدا، بينما لا شيء في خانة الأرباح.

هذه الخسائر والفشل المتكرر والدائم انعكس سلبا على الوضع الداخلي في ايران، فساءت الأحوال المعيشية للإيرانيين وانعدم الأمن وبطشت يد السلطة وغالت في البطش والتنكيل.

وكان من نتيجة هذه الأوضاع ثورة الناس ضد نظامهم المستبد، لذلك فإن شوارع المدن الإيرانية لم تهدأ منذ سنوات والغليان مستمر والناس تقتل في الشوارع على أيدي رجال الأمن دون شفقة ولا رحمة، وهذا ما جعل النظام الإيراني يسعى للتخفيف من أزمته الداخلية بافتعال أزمة خارجية من خلال التحرش بأميركا وبريطانيا وإثارتهما من أجل الرد عليها لتخفيف الضغط الداخلي، على أمل أن يقف الشعب مع النظام ضد العدو الخارجي، كما حدث في الحرب العراقية ـ الإيرانية.

هذا الأمل الإيراني بجر أرجل الدول الأخرى إلى حرب، أفشله الأميركان والبريطانيون لأنهم يدركون حقيقة الوضع الداخلي الإيراني وخطورته على النظام وباتوا على شبه يقين بأن النظام ساقط لا محالة على أيدي الإيرانيين دون تدخل منهم، وأن ضرب ايران من قبلهم هو عبارة عن حقن منشطة للنظام الإيراني، لذلك هم لا يتسرعون الرد ولا يريدون أن يقدموا خدمة للنظام الآيل للسقوط تدريجيا وبيد شعبه لا بأيد خارجية.

وما علينا سوى الانتظار والتأمل، والمستقبل القريب حافل بالمفاجآت.

تعليقات

اكتب تعليقك