#جريدة_الآن يوسف عبدالرحمن: نحتاج اليوم إلى صحوة جديدة بعد أن طالت النومة والسبات!

زاوية الكتاب

كتب يوسف عبد الرحمن 579 مشاهدات 0


الأنباء

في أمتنا الإسلامية ودولنا الإسلامية وأحزابنا وجماعاتنا نحتاج اليوم إلى صحوة جديدة بعد أن طالت النومة والسبات!

سأكتب رأيي بكل صراحة، فما أحوجنا اليوم إلى «ضوابط جديدة تحكم الصحوة»!

نريد عصفا ذهنيا أولا نناقش فيه أولوياتنا وتخطي ماوقعنا فيه من أخطاء شنيعة في «التنظيم - المفاهيم - التعاون والتناصح - التخاطب - التنافس - الكوادر البشرية - الموارد المالية - المناقشة - التكامل..»!

نعم كل هذه القضايا يجب أن يتم بحثها بكل صراحة وشفافية وأن نضع «خطاً أحمر» لعدم تكرار تجاربنا المرّة خاصة تجاوز ما يسمى في الجماعات والتنظيمات بـ (السيطرة)، والمرجو والمأمول أن نحولها إلى مشاورة!

وأن نستبدل «الحزبية» المقيتة بتربية (اجتماعية) وأن نعمل مع المجتمع لا أن ننعزل عنه وأن نمارس «الحرية» بعيدا عن «نفذ أولاً ثم ناقش»!

لا نريد أن نشغل دعاتنا ومشايخنا في «حروب مصطنعة أو كما تسمى بالوكالة»!

وعلى من يقودون «العمل الإسلامي» خاصة الدعوي الابتعاد عن أمور ثلاثة، وهي:

- الزعامة والترؤس والمركزية المفرطة.

- العمل بلا خطة ولا نية وبارتجال ممقوت ومجاملة وتبجيل وتزلف!

وهذا يعني ألا تفسدوا الشباب بكثرة الإطراء والمديح ولا تعلموهم الرياء والمنّ.

- ركزوا على العلم الشرعي وأحيوا روح الدين في نفوس الشباب وعززوا اليقين وحاربوا التثبيط وشجعوا تحصيل العلوم والثقافة العامة والانفتاح.

وليكن شعار المرحلة الآنية والقادمة في استشراف المستقبل هو «استقامة الشباب» وتعليمهم كتاب الله وتفسيره والعمل به.

من الأخطاء الفادحة التي وقعت فيها «الصحوة الماضية» تأجيج الخلاف والفرقة، وكانت المحصلة التباغض والشحناء والانقسام في الجماعات، مما عزز دور الشائعات وتمزق الأمة، مما يستوجب الابتعاد عن الخلاف كما كان يحصل مثلا على مكتبة المسجد!

غاب في الصحوة الماضية «الدين النصيحة» وإن مورست فهي في أسوأ أحوالها وطرقها فطغى الشر على الخير!

ما أحوج دعاتنا وأئمتنا والشباب الحركي الإسلامي على امتداد العالم الإسلامي إلى «مؤتمرات وملتقيات» توصل العمل على منهج الكتاب والسُنّة ومعتقد «السلف الصالح الجميل» وإبعاد كل دعاوى البدع تحت هذه المظلة، ولنعمل وفق القاعدة الذهبية الجميلة: «نعمل على ما اتفقنا عليه وليعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه»، وأقصد الفرعيات والجزئيات!

ما أحوجنا اليوم إلى «الكتب العقدية» الصحيحة بكل صفائها وأصالتها وعمقها!

وليكن شعارنا: «من جهل الأصول حُرم الوصول»!

٭ ومضة: على العاملين في مجال الدعوة والإرشاد «الوعي المبكر» بطبيعة المرحلة الآنية والقادمة وتحديد «المقاصد التي تعمل من أجلها الصحوة الإسلامية» لمواجهة الهجمة الشرسة ضد الدين الإسلامي!

المقاصد التي أقصدها معروفة ولن آتي بجديد، وهي:

- إقامة شرع الله في هذا الكون الفسيح.

- جمع كلمة أمة الإسلام على حد سواء.

- الجهاد في سبيل الله.

- تربية الأجيال الإسلامية على الكتاب والسنّة.

طبعا نحتاج إلى وسائل كثيرة حتى تصل «الصحوة المرتجاة» إلى الناس، منها:

أن نتخذ رسولنا صلى الله عليه وسلم قدوة وصحابته الأبرار وآل بيته الأطهار، ونحيي دور المسجد ونستخدم «الحوار - الموعظة - الخطابة إلى دين الإسلام - التواصل الاجتماعي» لنركز في دعوتنا على «الوسطية - العلمية، ونبعد الفردية الارتجالية»!

٭ آخر الكلام: المرحلة الحالية والقادمة لا تتحمل إلا «الوسطية»، وهذا ضابط مهم للصحوة ومن يناصرها لأن الغلو والجفاء والتشدد (جربناه) لا يصلح!

وليست «الوسطية» التي ندعو لها تعني الانبطاح! وتمييع القضايا والتسويف، لا.. بل أخذ الإسلام بأصله وجذره قولا وعملا بكل قوة!

٭ زبدة الحچي: ما أحوجنا في هذه المرحلة الحالية واللاحقة أن نسد ثغرات «شياطين الإنس» وذلك بإشباع العمل الدعوي بتخصصات الدعاة المخلصين المؤهلين لصنع «الشخصية الإسلامية» المطلوبة!

نحتاج الي إمام وخطيب (رسالي) وليس موظفا!

ونحتاج إلى مدرس قدوة يصنع الأجيال!

ونحتاج إلى طبيب ومهندس ومحام وضابط وكلهم يخافون الله أولا!

ما أحوجنا إلى «علم وفقه الواقع المعيش» الآن (علم الواقع لا النصوص)!

ما أحوج الصحوة القادمة أن تقرأ التاريخ بتمعن حتى لا تكرر الأخطاء، يقول أحمد شوقي:

اقرأوا التاريخ إذ فيه العبر

ضل قوم ليس يدرون الخبر

ونحتاج أخيرا إلى دعاة لا يستعجلون الفتيا ويعلمون الناس وهم يتقيدون بما يعلمونهم بالاعتراف بالتقصير وتجديد التوبة إن قصروا أو أخطأوا بعيدا عن تزكية النفس، والتواضع والاعتراف بالخطأ إن وقع منهم، فهم أولا وأخيرا بشر!

نحن في زمن الفتن وسطوة الحكام وكثرة البطانات الفاسدة وقلة المعين وكثرة المغريات، فما أحوجنا إلى مربين ودعاة ومنظّرين وعبّاد (ربانيين) زهاد في الدنيا.. وسلام على كل من حمل دعوة الإسلام الوسطية!

في أمان الله.

تعليقات

اكتب تعليقك