#جريدة_الآن عادل الإبراهيم: العربات المتنقلة أمام المؤسسات الحكومية نسفت فكرة الحكومة الإلكترونية

زاوية الكتاب

كتب عادل الإبراهيم 573 مشاهدات 0


الأنباء

التخطيط الحكومي واستخدام التكنولوجيا الحديثة وجهان لعملة واحدة حيث لا يمكن استخدام التطور التكنولوجي دون وجود توجه حكومي بتبني سياسة التخطيط بخططها الآجلة والعاجلة والقصيرة والطويلة الأمد، وهذا بلا شك لا يتأتى إلا بوجود إدارة كفؤة تتناغم مع ما يحصل من تطور سريع في تقديم الخدمات.

ومن هنا جاءت فكرة الحكومة الإلكترونية لاستبدال الإجراءات الورقية بالتراسل الإلكتروني أو ما يعرف بالمعاملات الرقمية.

ولكن واقع الحال في مجتمعنا للأسف مغاير لكل الأهداف المرجوة بالتحول الإلكتروني للمعاملات وتبسيط الإجراءات، فاتت الحكومة ببدعة عربات الطباعة المتنقلة وغيرها وهي تقف شامخة أمام المؤسسات الحكومية ومراجعي تلك المؤسسات على اختلاف أعمارهم ينجزون الأوراق المطلوبة في جو لاهب الحرارة صيفا ومتقلب بقية الأيام.

ومن هذا الواقع الأليم فقد أخطأت الحكومة بجانبين، الأول: الخطأ في اعتماد هذه العربات المتنقلة كمشروعات صغيرة فأفسدت روح التطور والإبداع لدى الشباب والمستثمرين في المشاريع المتطورة إلى مشروع بدائي بمناظر غير حضارية لا يمكن القبول به! والجانب الآخر: فقد أصاب خطة الحكومة بالتحول إلى حكومية إلكترونية في مقتل!

نعم أنها كلمة كبيرة تعني الكثير لأولي الألباب والأبصار وتدل علي فشل ما بعده فشل وعدم إيمان بالتخطيط الحكومي وعليه نستطيع القول ان وجود هذه العربات المتنقلة أمام المؤسسات الحكومية لإنجاز معاملات المراجعين في مناخ متغير قد خالف كل ما قيل عن حكومة إلكترونية.

وهنا استرجع بداية الألفية الثالثة عندما كانت التصريحات الرنانة آنذاك بقرب التحول الكامل لحكومة إلكترونية.

ألا يرى المسؤولون ذلك أم نحن نرى ما لا يراه المسؤول؟ وآخر إحصائية صادرة تشير إلى إصدار المئات من هذه التراخيص وغيرها وأنها وفرت الكثير من فرص العمل! بأي منطق تتحدث وزارة التجارة حول هذا الموضوع البدائي وتتباهي به؟! والذي ينم عن جهل وكذلك استياء المواطنين من أن يروا وطنهم لا ينتقل إلى مصاف الدول المتقدمة تكنولوجيا القريبة منا والبعيدة.

وكيف تنجز معاملاتها بكل يسر وسهولة وبتطبيقات بالهواتف الذكية! نعم نحن مستاؤون كما قال سمو رئيس مجلس الوزراء الذي يسعى جاهدا إلى التطوير ولكن هناك من يعرقل ذلك بتفكير عقيم ولا يستحق ان يرسم وجه كويت المستقبل، ولكن للأسف هذا واقع الحال فرض علينا ممن لا يملكون أي رؤية صادقة للتطوير.

تعليقات

اكتب تعليقك