#جريدة_الآن زايد الزيد: وعود الإدارة الحكومية المتكررة في كل الملفات والأزمات كانت وعوداً في الهواء وآخرها محاسبة الشركات المتورطة بأزمة الأمطار.. فهل تصدق وعود "التربية"؟

زاوية الكتاب

كتب زايد الزيد 780 مشاهدات 0


النهار

مع اقتراب بداية كل عام دراسي في السنوات الأخيرة تعاني مدارس البلاد في جميع مراحلها الدراسية في مختلف المناطق من أزمات تشغيلية كبيرة بسبب إهمال وزارة التربية الكبير وعدم وجود مراقبة حقيقية لأعمال الإشراف والصيانة على المدارس وأجهزتها ومنشآتها التي تبلغ قيمتها المليارات.

وتنتشر الفيديوهات عبر وسائل التواصل الاجتماعي مطلع كل عام حول الخراب والإهمال الذي يحيط بهذه المدارس، حتى إن بعضها يكون غير صالح للدخول أو المرور عليها فما بالك بدراسة الأطفال فيها، وغالباً ما تحدث إضرابات عمالية من قبل عمال وعاملات النظافة بسبب مشاكل لهم مع شركات التنظيف التي تتعاقد معها الدولة ما يؤدي بالمدرسات إلى العمل كمنظفات وعاملات صيانة في بداية العام الدراسي وهو أمر شاهدناه مراراً وتكراراً في الأعوام الفائتة.

ومن خلال تتبع بسيط للمشكلات التي حدثت خلال الأعوام الماضية فإنها تتعلق بصيانة المباني التي كان بعضها آيلاً للسقوط رغم الميزانية المليارية التي تخصص لوزارة التربية كل عام إضافة إلى مشاكل التكييف ومبردات المياه والأثاث وتوزيع الكتب المدرسية بسبب النقص الذي يحصل.

لكن هذا العام يبدو أنه يحمل في طياته أمراً مختلفاً فبحسب التصريحات التي قرأتها في بعض الصحف فإن القياديين في وزارة التربية يقولون بأنهم على أتم الاستعداد لاستقبال العام الدراسي وسط قيام وكلاء الوزارة بجولة على المدارس للوقوف على جهوزيتها والتأكد من إتمام أعمال الصيانة والتكييف والأثاث وهي المشكلات الرئيسة الثلاث التي تعاني منها المدارس كل عام.

كما أن الوزارة قالت بأنها تأكدت من آليات توزيع الكتب ونظمت هذه العملية وقامت كذلك بوضع خط ساخن لاستقبال جميع الشكاوى من قبل المدرسين ومديري المدارس الذين لا حول لهم ولا قوة بسبب الفشل السابق لوزارة التربية في هذا الملف.

بالمجمل، فإن تصريحات قياديي وزارة التربية وتطميناتهم للشارع الكويتي تبدو جميلة وتأتي في سياق تلافي أخطاء الماضي، لكن تجربتنا بالإدارة الحكومية عموماً ووعودها المتكررة في كل الملفات والأزمات التي هي ليست بالأزمات لكن سوء التعامل معها يحولها إلى أزمات، كانت وعوداً في الهواء لم يتحقق الكثير منها ولعل أقرب هذه الوعود هو الوعد بمحاسبة الشركات المتورطة في أزمة مياه المطر قبل أشهر قليلة.

ولكن إن صدقت هذه الوعود التي أطلقها مسؤولو وزارة التربية فإننا سنصفق لهم ونكيل لهم المديح لأدائهم واجبهم العملي أولاً ولحفاظهم على سير العملية التربوية والتعليمية دون منغصات وتعلمهم من أخطاء الماضي ثانياً، ونؤكد للقياديين في وزارة التربية بأن الشعب الكويتي سيراقب خلال أسابيع نتائج وعودهم التي أطلقوها خلال هذا الصيف، وإنا لمنتظرون.

تعليقات

اكتب تعليقك