#جريدة_الآن هند الشومر : تبريد الأرض وكمادات المريض الباردة

الأنباء
تبريد الأرض ليس مزحة للتندر، ولكن هذا ما تحدث عنه البعض للتعامل مع ارتفاع حرارة الأرض والتغير المناخي وكأن الأرض بأكملها مريض يعاني من الحمى وارتفاع الحرارة ونضع له الكمادات الباردة كما يحدث في غرف حوادث الأطفال بالمستشفيات.
وعندما تتحدث وسائل الإعلام غير العربية عن تبريد الأرض فإن طرحها لهذا الموضوع مستند إلى آراء العلماء أصحاب الفكرة والنتائج الأولية لما أجروه من أبحاث والفوائد المتوقعة من تبريد الأرض فضلا عن شرح مبسط عن طرق التبريد والتكلفة وعيوب كل طريقة، إذ من بين العيوب حجب أشعة الشمس والسماء عن كوكب الأرض وهذه المناقشات كانت ملحقة للمناقشات حول تغير المناخ وأسبابه وتداعياته وخطط التأهب والاستجابة ما لم تتم السيطرة على أسباب تلوث المناخ بالحلول والتقنيات العلمية.
أما في وسائل الإعلام العربية فقد تناول الإعلام فكرة تبريد الأرض كجزء منفصل عن السياق الكامل للموضوع وكأن تبريد الأرض مثل وضع كيس طعام داخل فريزر الثلاجة بالمنزل أو مثل وضع كمادات باردة للمريض الذي يعاني من ارتفاع حرارة جسمه.
وقد بدر إلى ذهني سؤال منطقي وملح عن الثقافة العلمية في مجتمعاتنا والصحافة المتخصصة بالثقافة العلمية والحاجة إلى مثل تلك وسائل الإعلام لنشر الثقافة العلمية المتفقة مع ثقافة المجتمع والتي تمزج باحترافية بين الإعلام والثقافة والعلوم والابتكارات دون تهويل أو تهوين وبعيدا عن الترجمة الحرفية التي تثير الضحك أحيانا.
وأدعو المجلس الوطني للثقافة والعلوم والآداب لأن يضع الثقافة العربية ضمن خططه وبرامجه ويعطيها الأولوية المناسبة حتى نرى الطرح الإعلامي الدقيق بشأن تبريد الأرض بعيدا عن كمادات المريض الباردة في أقسام الحوادث بالمستشفيات.
وأعتقد أنه لدينا ثروة بشرية وبنية أساسية علمية نستطيع من خلالها أن يكون طرح الابتكارات موضوعيا ومفيدا للمجتمع وعلى مستوى مكانة الكويت عميقة الجذور في الإعلام منذ أن كانت بداية الإعلام بوزارة الإرشاد ومنذ ميلاد مجلة العربي التي اقترن بها حضور الكويت الإعلامي بين جميع الناطقين باللغة العربية، وما زلنا ننتظر الكثير من المجلس الوطني ومن وزارة الإعلام.