#جريدة_الآن بدر الفيلكاوي: المخزون الحقيقي لأي مجتمع هو حصيلة الأفكار التطورية الموجودة به أما الذهب والبترول وسعر العملة وناطحات السحاب فلا تصنع أبدا مجتمعا متطورا

زاوية الكتاب

كتب بدر سعيد الفيلكاوي 571 مشاهدات 0


الأنباء

دائما عندما يطرح تاريخ تطور مجتمع ما، يطرح من الناحية المادية البحتة، لكن قبل التطور المادي لابد من وجود تطور فكري تسبب لهذا التطور المادي الاقتصادي، والأمثلة تكاد لا تحصى، فكل حضارة نشأت كانت بدايتها فكرية، فالثورة الفرنسية التي تطرح عادة على أنها أسست أول دولة مدنية، قبل أن تحدث كانت هناك تطورات فكرية استمرت أكثر من ١٠٠ عام، غرس خلالها بالشعب الفرنسي وغيره من الشعوب الأوروبية الفكر التطوري في عقول أفراد المجتمع.

‏حتى يتطور أي مجتمع يجب أن يكون لديه أقل الأساسيات الفكرية للتطور، كحرية البحث العلمي وحرية التعبير وخلافه من الأساسيات الفكرية، بمعنى أن المجتمع الذي يريد أن يتطور لابد من أن يبني هذه الأساسيات الفكرية في مجتمعه، وبعدها يصبح التطور أمرا لا مفر منه فأساس كل تطور بشري كان فكريا.

نتائج التطور الفكري هو تطور وسائل الإنتاج والتطور العمراني فالإنسان الذي يركب أفخم السيارات ويبني ناطحات السحاب وينشئ الجسور لا يعني أبدا أنه متطور، فهذه المنتجات نتيجة لتطور فكري لمجتمع آخر، أما الإنسان الذي يركب سيارة بسيطة ينتجها مجتمعه فهو إنسان متطور أكثر من المثال الأول.

هنا تأتي أهمية الأفكار وتنميتها، فالشخص الذي يرغب في أن يطور مجتمعه ينشر الأفكار التطورية ويسكت عن الأفكار الهدامة لتموت، لذلك، الخلاصة لتاريخ البشرية في مجال التطور كانت هناك حقيقة ثابتة هي أن الاستثمار بالبشر فكريا أهم بكثير من الاستثمار بالحجر عمرانيا الأول يبني حضارة والثاني يبني قشور الحضارة.

الخلاصة أن المخزون الحقيقي لأي مجتمع هو حصيلة الأفكار التطورية الموجودة فيه، أما مخزون الذهب وقوة سعر العملة وناطحات السحاب فلا تصنع أبدا مجتمعا متطورا.

تعليقات

اكتب تعليقك