#رأينا_الآن المملكة العربية السعودية .... عبقرية النشأة , وإعجاز الحداثة

محليات وبرلمان

الآن 494 مشاهدات 0


افتتاحية الآن 

تحتفل المملكة العربية السعودية هذه الأيام باليوم الوطني الـ٨٩ لها ، ففي عام ١٩٣٢ قرر الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود تحويل اسم دولته الناشئة من مملكة الحجاز ونجد وملحقاتها إلى المملكة العربية السعودية.

لكن جذور هذه المملكة بدأت منذ مطلع القرن العشرين عندما قرر الفتى الشاب الطموح والذكي الحاذق عبد العزيز الخروج من الكويت، الأرض التي كان يعيش فيها مع عائلته، والذهاب إلى الرياض لاستعادة ملك آبائه وأجداده مسلحاً بدعوات والده وأمنيات أمير الكويت الشيخ مبارك الكبير.

وبعد استعادته للرياض واستتباب الأمور فيها، شرع الملك الحكيم بتوحيد البلاد التي يبلغ حجمها حجم قارة ، تارة بالسيف وتارة بالعقل، مرة بالشدة ومرة باللين، وهي صفات موجودة في كل القادة العظام الذين دخلوا التاريخ من أوسع أبوابه كفاتحين ومؤسسين لبلدانهم.

وأدت حكمة الملك المؤسس وسياسته الحصيفة واكتشاف النفط بكميات هائلة و وجود المقدسات الإسلامية في مكة والمدينة ، إلى تحول السعودية لقوة إقليمية لا يشق لها غبار ، بعد أن كانت في عهود سابقة تعاني من الحروب والاقتتال بين أمراء القرى والبلدات والقبائل كما يخبرنا التاريخ.

وتحولت هذه البلاد الجرداء بفضل حكمة مؤسسها واستكمال أبنائه لمسيرة والدهم إلى أحد القوى الاقتصادية والسياسية العالمية، فكل قرار اقتصادي يُتخذ في العالم اليوم، لا بد للسعودية أن يكون لها سهم فيه، وكل قرار سياسي يجري تداوله بين الدول العظمى، لا بد للسعودية من صوت فيه، ونصرت السعودية قضايا العالم العربي في حربه ضد إسرائيل والعالم الإسلامي في المآسي التي أصابت شعوبه من بورما إلى كشمير مروراً بالبوسنة والهرسك.

هذا بالنسبة للعالم، أما بالنسبة لنا ككويتيين فإن في عنقنا ديناً لا يمكن سداده للسعوديين وهو متعلق بالموقف التاريخي للملك فهد بن عبد العزيز بعد تعرض بلادنا للغزو العراقي الغاشم في أغسطس ١٩٩٠ ، حيث ضحت السعودية بكل ما تملك للوقوف مع الشرعية الكويتية ، واستضافت الكويت حكومة وشعباً ، حتى انتهت المحنة و انقشعت الغمة بزوال الاحتلال وأزلامه.

إن هذه الافتتاحية ليست تهنئة للمملكة العربية السعودية بعيدها الوطني فحسب، بل سرد لعبقرية رجل اسمه عبدالعزيز لمعت في رأسه فكرة توحيد الأمة وإرساء قواعد السلام في الجزيرة العربية، واستذكار لدور ابنه التاريخي في تحرير الكويت عام ١٩٩٠، وشد على يد ابنه الآخر سلمان بن عبدالعزيز لقيادة بلاده نحو العلىُ بإذن الله.





تعليقات

اكتب تعليقك