#جريدة_الآن علي البغلي: لعنة التكنولوجيا!

زاوية الكتاب

كتب علي البغلي 376 مشاهدات 0


التكنولوجيا الجديدة للهواتف النقالة والانترنت بدأت تظهر بوجهها الحقيقي، فهي نقمة وليست نعمة.. يكفي أن صلاتنا الاجتماعية نحن ككبار وكشباب وحتى الأطفال انقطعت واقتصرت على التواصل من خلال تلك التكنولوجيا اللعينة التي قضت على أشياء كثيرة وجميلة في حياتنا، مثل التلاقي وتبادل الاحاديث والنكات والمفارقات، وقضت أيضا على ما تعودنا عليه في كل حياتنا.. مثل قراءة الكتب والقصص، لأنه لم يعد لدينا وقت لذلك كما كنا في الماضي.. فقد تعودنا مثلاً في الدول الأوروبية المتحضرة أن يحضر الراكب معه كتاباً أو صحيفة يقرأها في وسائل المواصلات العامة كالقطارات والباصات وغيرها.. الان الكل منهمك في البحلقة بجهاز هاتفه النقال.. فتراه تارة مبتسماً، وتارة متجهماً، بحسب ما يرده بذلك الجهاز اللعين! صحف عتيدة في الغرب والشرق توقفت عن الصدور، وآخرها صحيفة «الاكسبرس» العتيدة التي ودعت قراءها في آخرعدد قبل احتجابها النهائي بمانشيت على صفحتها الأولى تقول فيه: «استمعتوا بهواتفكم الحقيرة Hope you enjoy your stinking phones».. ما صدمني وصدم العالم كله هو افلاس شركة «توماس كوك» البريطانية، وهي أقدم وأعرق شركة سياحية في العالم حيث تأسست عام 1841.. وذلك بعد فشلها في التوصل لصفقة انقاذ تنتشلها من ديون بلغت 2.1 مليار دولار، لتنقطع السبل بمئات الالاف من السائحين في أنحاء العالم، وتنطلق اكبر مساع لإعادة مواطنين من الخارج في زمن السلم في التاريخ البريطاني... وستكتب التصفية النهائية لواحدة من اقدم الشركات في بريطانيا، التي بدأت النشاط في منتصف القرن التاسع عشر (1841) بتنظيم رحلات محلية عبر خطوط السكك الحديدية، قبل أن تصبح رائدة في عروض السفر وتنمو الى واحدة من أضخم شركات تنظيم الرحلات في العالم.. ويعزى سبب انهيار «توماس كوك» الى ارتفاع مستويات الديون.. وغموض الوضع الجيوسياسي لبريطانيا في الخروج من الاتحاد الأوروبي.. والخروج بالاتفاق أو من دون اتفاق.. ويعتبر كذلك أن من أهم أسباب انهيار «توماس كوك» الشركات المنافسة التي تعمل عبر الانترنت، ونحن نرى اعلانات هذه الشركات تلاحقنا ليل نهار على شاشات تلفزتنا العربية والإقليمية، وتلاحقنا كذلك عبر رسائل الانترنت عندما نستخدمها لاستخراج معلومة ما أو سماع أغنية ما، او قراءة كتاب أو خطبة لشخصية كبيرة لم تعد بيننا.. فشركات السفر الانترنتية تغريك بأسعار متهاودة للفنادق وشركات الطيران وغيرها من وسائل المواصلات.. وهي أحد أسباب انهيار شركة سياحية تقليدية عملاقة كـ«توماس كوك».. لذا نقول وداعاً لـ«توماس كوك» التي تربينا وترعرعنا معها طوال هذه السنين حتى قضت عليها لعنة التكنولوجيا...!


تعليقات

اكتب تعليقك