زايد الزيد: الدبلوماسية الناعمة جعلت الكويت محبوبة شعبيا ورسميا على مستوى الوطن العربي

زاوية الكتاب

كتب زايد الزيد 524 مشاهدات 0



راقب الجميع تعرض الكويت حكومة وشعباً لإساءات بالغة من قبل فئة قليلة من الجماهير الأردنية التي هتفت باسم الرئيس المقبور صدام حسين، الذي غزا الكويت وشرّد شعبها، وأذاق شعب العراق الويلات، في مباراة كرة القدم التي جمعت بين منتخبنا الوطني والمنتخب الأردني الأسبوع الماضي.


وليس يعنينا ما صدر من قبل «القلة المندسة» بحسب التصريحات الرسمية الأردنية، فهو لا يعبر إلا عن اختلال تعيشه هذه «القلة» في الحنين لديكتاتور تضرر منه شعبه، بل أقرباؤه الذين عاونوه في جرمه لسنوات، قبل أن تتضرر منه شعوب المنطقة قاطبة.


لكن ما يعنينا هو بحق حالة الاستنفار الشعبي التي عمت الكويت بعد هذه الإساءات، والتي وضحت أن الشعب الكويتي لا يمكنه أن ينسى الغدر الآثم الذي تعرض له عام 1990، والتجاوب الحكومي الذي يشار له بالبنان مع هذا الاستنفار الشعبي عبر تسجيل الكويت موقفاً رسمياً اعتراضياً لدى الأردن.


والأهم من كل هذا، هو حالة التجاوب الأردني الكبيرة التي ابتدأت من جلالة ملك الأردن عبدالله بن الحسين وانتهاءً بالإعلاميين الأردنيين مروراً بالوزراء والمسؤولين الكبار في الدولة والبرلمان، حيث اتصل ملك الأردن بصاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الصباح وأبلغه أسفه تجاه هذه الإساءات كما صدرت التصريحات من قبل الوزراء الأردنيين، وفتح المجال أمام نائب وزير الخارجية الكويتي لتسجيل اعتراضه في مكالمة تليفونية على التلفزيون الأردني.


حالة التجاوب السريعة  في الأردن تجاه الإساءات البالغة للكويت -عبر تمجيد الديكتاتور الذي غزا الكويت- تؤكد لنا مقدار ما وصلت إليه الدبلوماسية الكويتية من «نفوذ ناعم» خلال السنوات الأخيرة، ولم تكن هذه الدبلوماسية كما كررنا في عدد من المقالات نتاج «أموال مدفوعة»، بل نتاج قاعدة أساسية وهي عدم التدخل في شؤون البلدان الأخرى، ومناصرة الشعوب العربية في قضاياها الكبرى مثل إنهاء مشكلة الفقر عبر المشاريع التنموية والخيرية والموقف الصارم من القضية الفلسطينية ونصرتها في مجلس الأمن.


وأصبحت الكويت بفضل السياسة الدبلوماسية الناجحة بلداً محبوباً في أرجاء الوطن العربي على الصعيدين الحكومي والشعبي، بل إن المثل أصبح يضرب بها في جنوح سياساتها الخارجية للسلم والسلام.


إننا ندعو إلى استمرار هذه السياسة الدبلوماسية التي تسمى في النظريات الدبلوماسية الحديثة «صفر مشاكل» والتي أثبتت نجاعتها وبراعتها وعكست الخبرة التي يتمتع بها عميد الدبلوماسية العالمية ومؤسس السياسة الخارجية الكويتية صاحب السمو أمير البلاد.

تعليقات

اكتب تعليقك