أحمد باقر: بعض ما طرح في ساحة الإرادة يحتاج إلى معالجة حكومية.. والكثير منه مطالبات غير سليمة

زاوية الكتاب

كتب أحمد يعقوب باقر 483 مشاهدات 0


كلما التقيت أحد كبار المسؤولين في الحكومة، ودار الحديث عن الانتقاد الشعبي لمختلف الأوضاع في البلاد، كنت أسأله: وينكم؟ أليس في كل وزارات وهيئات الحكومة وزراء ووكلاء وووكلاء مساعدون ومستشارون وكبار موظفين؟ 

فإذا كنتم تؤمنون بصحة عملكم فلماذا لا يقوم هؤلاء بتوضيحه لعموم الشعب الكويتي؟ وإذا كنتم تملكون الإجابة والردود المناسبة على ما يطرح في الدواوين وفي وسائل الاتصال مثل موضوع الحريات والقروض الخارجية وقروض المواطنين والفساد فلماذا لا يقوم هؤلاء بالرد والبيان؟

إن استمرار الوزراء والوكلاء والمستشارين بالصمت المطبق لا يخدم البلد في شيء، لأن شحن الناس يعمل ليلاً ونهاراً، وظهر ذلك جلياً في ساحة الإرادة يوم الأربعاء الماضي، حيث تجمع كوكتيل متنوع من المطالبين، وطرحت مواضيع البدون، والقروض، والفساد، والحريات المزعومة، والصوت الواحد، وغيرها، ولكن لم نرَ ولم يُنشر إلا ردٌّ واحدٌ هو رد جهاز معالجة أوضاع المقيمين بصورة غير مشروعة! 

أعتقد أن بعض ما طرح في ساحة الإرادة يحتاج إلى معالجة حكومية وإصلاح حقيقي، لكنّ كثيراً مما طرح كان مبنياً على معلومات ومطالبات غير سليمة وضارة للبلاد ومستقبلها. لقد ثبت أن عدم قيام الوزراء والوكلاء والمستشارين بدورهم وإلقاء الحمل على ناطق رسمي هو إجراء لا فائدة منه، لأن هؤلاء المسؤولين في الوزارات هم الأقدر على الشرح والبيان والمناقشة، ولأن أيديهم مغموسة في العمل، ومن العيب أن يتنافسوا على المناصب القيادية في الوزارات، حيث الرواتب والبدلات المجزية والسيارات الفارهة، ثم لا يكون لهم دور في التعاطي والتصحيح لما يطرح ويقود الجماهير من معلومات تشوبها الأخطاء والتشويه، وتسبب بالتالي توجهات شعبية غير صحيحة.

ذكرت للمسؤول الكبير يجب ألا يمر يوم دون أن نسمع أو نقرأ أو نشاهد رسائل صوتية أو تصريحات توضيحية أو مقابلات إعلامية لكبار المسؤولين في الحكومة أسوة بما يتم في الدول المتقدمة، ترشد العمل الحكومي والشعبي على السواء، وإذا لم يتم ذلك فأبشر بالمزيد من المطالبات الشعبوية وغير العقلانية التي لن تستطيع الحكومة مواجهتها في مجلس الأمة. 

• فقدنا قبل أيام قليلة الأخ الكريم والصديق القديم غازي فهد بن هبله الغانم، الذي كانت وفاته مفاجأة، حيث لم يكن يشكو من عرض معين، لكنه قدر الله وقضاؤه، ولا نملك إلا التسليم والحمد لله والدعاء لأخينا غازي بالرحمة والمغفرة وسكنى دار السلام، التي وعد الله عباده الصالحين، وما نحسبه إلا أهلا لها، والله أعلم، وهو الحسيب العليم، فقد كان غازي رحمه الله متدينا وعطوفا محبا للشريعة وأحكامها، ومسخراً ديوانه للدعوة والدروس الدينية، وأشهد أني ما لقيته يوما في مسجد أو ديوانية إلا كان مرحباً مبتسما حاثا على الخير وداعياً إليه. 

• وبعد هذه الحادثة الأليمة بأيام قليلة سعدنا بعودة الأخ د. فهد الخنة إلى البلاد بعد فترة قضاها في الخارج، وكنت قد زرت الأخ فهد أثناء تنفيذه لحكم الاستئناف، والتقيته في ديوانه بعد ذلك قبل صدور حكم التمييز، كما اتصلت معه هاتفياً أكثر من مرة في الغربة، بعد لقائي مع صاحب السمو أمير البلاد، وكان رأيي أن العودة هي الأصح والأفضل. 

واليوم رجع د. فهد مسلماً أمره لحكم القضاء ولعناية صاحب السمو أمير ال بلاد الذي أنعم بالعفو السامي بعد تقديم الاعتذار المناسب، لكي يكون بداية لصفحة جديدة توضع الخلافات فيها وراء الظهور، ويعمل الجميع لخدمة البلاد وأهلها على علم وبصيرة، ويتم تجنب الإخفاقات السابقة لأن الكويت تستاهل كل جهد مخلص ورزين، والله الموفق.

تعليقات

اكتب تعليقك