علي البغلي: لماذا لا نحاسب من يحاسبوننا على الهواء الذي نتنفسه؟!

زاوية الكتاب

كتب علي البغلي 557 مشاهدات 0


الكويت ليس لها حديث غير البلاغ الجريء الذي تقدم به الأخ الفاضل الشيخ ناصر صباح الأحمد للنائب العام عن التجاوزات المالية التي حدثت بما يسمى «صندوق الجيش».. الذي تضمن الاستيلاء على مئات الملايين من الدنانير منه من دون وجه حق، ومن دون وازع من ضمير أو أخلاق من بعض القائمين عليه.. وحيث إن الموضوع منظور أمام جهات قضائية (النيابة العامة ثم لجنة تحقيق قضائية ثم محكمة الوزراء) فلن نتكلم بتفاصيله، لأننا نؤمن وبحق بالمبدأ الدستوري الأكثر من هام في أن المتهم بريء حتى تثبت ادانته بحكم قضائي نهائي.. ولو أننا كنا نتمنى أن يشمل بلاغ الأخ العزيز بوعبد الله ما يثار عن عمولات بمئات الملايين من الدنانير حصل عليها بعض المسؤولين في وزارة الدفاع وبعض رجال أعمال من شراء أسلحة للجيش الكويتي بأسعار متضخمة جداً، أي أن الفرق بين سعر البيع الأصلي وسعر البيع للجيش الكويتي، الذي يجاوز كما قلنا مئات الملايين، دخل في جيوب مسؤولين في الدفاع عن الصفقة وبعض رجال الأعمال، هذا الفرق تحمله المال العام وأموال الأجيال القادمة أو حمال الأسية في هذا البلد، الذي ينقص بعض رجالاته من المسؤولين ورجال الأعمال الضمير والخلق الحسن اللذان بيعا من أجل حفنة من ملايين الدنانير، ستكفي عشرات الأجيال لمن سيخلف من حصل عليها من دون وجه حق والتي لم يتمتع هو بها كلها، لأن عمره لن يسعفه في صرفها؟! *** الوحيدون الذين لم نسمع لهم صوت استهجان او احتجاج او رفض لما حدث من بلاو مالية مؤخراً، هم الأصوليون الذين أكلت ألسنتهم الطير لهذا الحدث الجلل! والذي عبر عنه أحد مريديهم بوسائل التواصل الاجتماعي بالقول: «الأسوأ من ذلك أن يخرج علينا علماء دين «نجلهم ونحترمهم»، إما أن يبرروا تلك الأفعال أو يطلبوا من الشعب تقبلها».. انتهى وهناك صورة انتشرت بوسائل التواصل الاجتماعي لجمع من تلك الشخصيات وهم مبتسمون وفي لباس الحج!!.. التعليق على الصورة يقول «مشايخ الاندماج وتحريم الاكتتابات، نبي نسمع رأيكم بسرقة صندوق الجيش».. انتهى والكلام عن أصوليي الحج فتح شهيتي للتعرض لبلاوي ارتكبها البعض في وزارة الاوقاف في موسم الحج قبل الأخير، ومن المعروف أن تلك الوزارة تدار من بعض الأصوليين المتشددين من الألف للياء!! وتجاوزات جماعة تلك الوزارة رصدها ديوان المحاسبة الذي نشرت تقريره الصحف اليومية ونشرته القبس بتاريخ 29 اكتوبر. وتلك التجاوزات هي أن هناك 9 أجنحة و60 غرفة فندقية، حجزت ولم ينزل بها أحد.. وقد جرى شراء 350 تذكرة بقطار المشاعر رغم أن عدد أفراد البعثة 194. وصرفت البعثة 137 الف ريال لمكتب عقاري دون أن يقوم بأي شيء وتفاصيل قائمة تلك التجاوزات تذهل من يطلع عليها، خصوصاً أنها صادرة ممن يعد أنفاسنا علينا ويتدخل في كل صغيرة وكبيرة بحياتنا، منصبا نفسه حاميا للدين والأخلاق القويمة، وهي منه براء، فهو يلتزم بها شكلياً فقط وأمام الغير.. لذلك فأنا أصر على محاسبة هؤلاء، الذين يحاسبوننا على الهواء الذي نتنفسه!! ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.   هامش: صديقنا العزيز علي عبدالعزيز النمش سطر بوسائل التواصل الاجتماعي كلمة معبرة لأمثال هؤلاء قال فيها: «أستغرب من شيوخ الدين وغيرهم ممن ينادون بعدم الخوض بموضوع صندوق الجيش!! هل هي أموال آبائكم؟! أو أموال ورثتموها حتى يمنع الخوض بها؟! هي أموال الشعب.. بل عليكم تقديم النصح بعدم السرقة وأن تكونوا أمناء في دينكم».. انتهى


تعليقات

اكتب تعليقك