عبدالمحسن جمعة: ‫منذ أن تبادل النواب الضرب بـ"المطارات" و"البوكسات" توقعنا أن ينتقل ذلك كُله إلى الشارع والجمعية والسوق والجامعة‬

زاوية الكتاب

كتب عبدالمحسن جمعة 911 مشاهدات 0


تتوالى أحداث العنف والشغب، وتتصاعد مؤخراً النعرات العرقية والطائفية في معظم المناسبات واللقاءات الطلابية، وكان آخرها الأحداث المؤسفة التي شهدناها في انتخابات اتحاد طلبة الولايات المتحدة الأميركية، وكلية الآداب في جامعة الكويت، وقبلها التزكيات الطلابية لأبناء بعض القبائل لخوض الانتخابات في المعاهد التطبيقية.

طبعاً كل ذلك نتيجة طبيعية لما فعلته السُّلطة خلال الأربعين عاماً الماضية لوقف الوسواس الذي لازمها تجاه المشاركة الشعبية (الديمقراطية)، ولتخريب كل شيء فيه انتخاب، من مجلس الأمة إلى النقابات والأندية الرياضية والاتحادات الطلابية... إلخ. ومنذ أن تبادل النواب في قاعة عبدالله السالم الضرب بـ"المطارات"، وأعزكم الله النعل و"البوكسات" توقعنا أن ينتقل ذلك كُله إلى الشارع والجمعية والسوق والجامعة، لأنه من المفترض أن يكون هؤلاء هم قدوة الأجيال الصاعدة.

لابد أن السُّلطة الآن سعيدة جداً، فلم يعد هناك شيء اسمه انتخابات حقيقية، فمجلس الأمة نتيجة لانتخابات فرعية واختيارات طائفية وقوة "الدينار"، والنقابات أصبحت على نفس الدرب، ولكن انتصار السُّلطة في حقيقته هو دمار للبلد على المديين المتوسط والبعيد، في ظل ما يحدث بالمنطقة والعالم.

لكن الضرر الذي تُحدثه الممارسات المشينة على المستوى الطلابي هو الأخطر والأكثر تأثيراً في الأجيال القادمة، وتداعياتها المستقبلية ستكون مزلزلة على تماسك البلد، لذا نرجو أن يتخلى الجميع عن انتماءاته وغاياته، وينظر إلى مستقبل وطن، وذلك بإصدار قانون فوري بوقف جميع الانتخابات الطلابية على المستويات كافة، وفي كل المؤسسات التعليمية، حتى صدور قانون شامل ينظم العملية، ويتصدى للعنف والدعوات القبلية والطائفية وكل ما يخالف الوحدة الوطنية، وتجريم استخدام القوة في المناسبات الطلابية بعقوبات أكاديمية وجنائية والفصل وعدم القبول في أي مؤسسة تعليمية بعد ذلك.

إنها قضية جادة وبالغة الخطورة، نرجو أن يتعامل معها أصحاب القرار قبل أن يفوت الأوان.

تعليقات

اكتب تعليقك