‫زايد الزيد: بعد النجاح الباهر في مجلس الأمن.. نأمل من حكومة الكويت أن تستثمر هذه الانتصارات السياسية الخارجية أكثر فأكثر وتقوم بتطوير الفرق الدبلوماسية لدينا وزيادة كفاءتها‬

زاوية الكتاب

كتب زايد الزيد 416 مشاهدات 0


انتهت عضوية الكويت المؤقتة في مجلس الأمن والتي استمرت لمدة عامين (2018 – 2019) ممثلة عن «المجموعة العربية»، لتخلفها اليوم دولة تونس الشقيقة في هذا المنصب لمدة عامين آخرين.
وحققت الكويت من خلال وجودها في عضوية مجلس الأمن نجاحات باهرة على المستوى الدبلوماسي والسياسي، وتمكنت من الحصول من خلال هذا المقعد على نفوذ دبلوماسي غير مسبوق بين كافة القوى الدولية والاقليمية، كما أنها قامت بنصرة القضايا الانسانية العادلة عربياً واسلامياً، ومن أهم هذه القضايا قضية اللاجئين السوريين والقضية الفلسطينية وقضية أقلية الروهينغا المسلمة التي تُسام سوء العذاب في بورما.
وحصلت الكويت من خلال نصرة هذه القضايا على نفوذ عربي شعبي ورسمي واسع، دون أن تدفع دولاراً واحداً أو تتورط في حروب أهلية أو تتدخل في شؤون دول الغير، بل كانت سياسة تقريب وجهات النظر والدفع في اتجاه نصرة القضايا الانسانية خير سلاح وسفير للكويت بين شعوب المنطقة وقياداتها التي تكن للكويت احتراماً كبيرًا.
وتميزت الكويت خلال هذه الفترة بسياسة الوساطة، حتى أضحت الكويت أحد أهم البلدان التي تستضيف القوى المتصارعة في المنطقة وتحاول تقريب وجهات النظر بينها، وتسعى لانهاء النزاع في أماكن الصراع.
ولا يمكن نسيان دور ممثل الكويت الدائم في الأمم المتحدة السفير منصور العتيبي في كل هذه العملية الدبلوماسية الهائلة، فلقد حصل السفير على علامة الامتياز في مستواه الدبلوماسي في تمثيل الكويت في مجلس الأمن من خلال العمل على نصرة القضايا الانسانية والعربية وابراز اسم الكويت عالياً.
ولعل أبرز عمل نجح به السفير منصور العتيبي وفريقه الدبلوماسي، هو محاولة تمرير قانون الحماية للمدنيين الفلسطينيين والذي فضح التجاوزات الأميركية في تأييدها السافر للكيان الصهيوني، وقام العتيبي وفريقه بالعمل على اسقاط مشروع مضاد تقدمت به الولايات المتحدة الأميركية يدين الحركات الفلسطينية المقاومة التي تدافع عن نفسها وشعبها، ما جعل الكويت لاعباً عالمياً في حلبة السياسات الدولية ولو لفترة مؤقتة، وهو أمر سينكعس حتى على نظرة الزعماء العالميين مستقبلاً للكويت.
العتيبي بلا شك قد تخرج من مدرسة زعيم الدبلوماسية، صاحب السمو أمير البلاد، والتي جعلت من الكويت ذلك البلد الصغير، نقطة دبلوماسية مهمة وقوة فاعلة داخل الأمم المتحدة، ودولة يُحسب لرأيها السياسي حساب كبير، وتتطلع الشعوب في المنطقة لقرارات قيادتها الحكيمة في التعامل مع متغيرات المنطقة السياسية.
ختاماً، نأمل من حكومة الكويت أن تستثمر هذه الانتصارات السياسية الخارجية أكثر فأكثر وتقوم بتطوير الفرق الدبلوماسية لدينا وزيادة كفاءتها.

تعليقات

اكتب تعليقك