درجات الحرارة المرتفعة في موسكو تحطم جميع الأرقام القياسية

منوعات

الآن - وكالات 780 مشاهدات 0


عوضاً عن التزلج على المسطحات المائية التي تجمدت وتحولت إلى جليد، وصناعة مجسمات من الثلج، يمضي سكان العاصمة الروسية موسكو أوقاتهم في شهر يناير (كانون الثاني) الحالي، بالتنزه في حدائق تغطيها طبقة «خجولة» من العشب الأخضر، وشوارع رمادية غاب عنها «الأبيض الثلجي»، في فصل شتاء لا يشبه ولا بأي شكل الشتاء الروسي التقليدي. إذ تواصل درجات الحرارة في موسكو تحطيم جميع الأرقام القياسية المسجلة طيلة تاريخ الرصد الجوي في روسيا. وارتفعت درجات الحرارة في المدينة أمس حتى معدل درجات الحرارة في بداية الربيع، وزادت على 4 درجات فوق الصفر، علماً بأن متوسط درجات الحرارة التقليدية لهذه الفترة من العام يفترض ألا تزيد على 5 تحت الصفر، وقد تنخفض حتى 17 - 20 تحت الصفر. ويقول مركز الأرصاد الجوية إن مرتفعات جوية أطلسية المنشأ تسيطر حتى الآن على الأجواء، وتمنع تسرب منخفضات جوية باردة. ويجمع المراقبون على أن هذه التحولات نتيجة طبيعية لظاهرة الاحتباس الحراري، ويعيدون إلى الأذهان أن التقلبات القياسية في درجات الحرارة في موسكو ومناطق أخرى من روسيا، لا تقتصر على فصل الشتاء الحالي، وسبق أن سجل صيف العام الماضي في روسيا أعلى وأدنى درجات حرارة صيفية طيلة تاريخ الرصد الجوي.
وهيمنت درجات حرارة قريبة من «الربيعية» على حالة الطقس في موسكو، منذ بداية فصل الشتاء نهاية أكتوبر (تشرين الأول). ومع ارتفاع درجات الحرارة غاب عملياً تساقط الثلوج، باستثناء كميات قليلة جداً مطلع العام الحالي، لكنها جاءت شبيهة بتساقط الثلوج في دول «بلاد الشام» على سبيل المثال، حيث يتساقط الثلج ويغطي سطح الأرض بطبقة رقيقة، ومن ثم سرعان ما يبدأ بالذوبان تحت تأثير درجات حرارة مرتفعة نسبياً. ولم يتغير المشهد حتى مع دخول شهر ديسمبر (كانون الأول) الذي يتميز عادة بانخفاض كبير على درجات الحرارة. إلا أنه وعوضاً عن ذلك ارتفعت درجة الحرارة في بداية النصف الثاني منه، وتحديداً يوم 18 ديسمبر حتى 5.4 درجة مئوية فوق الصفر، وحطمت بذلك الرقم القياسي لدرجات الحرارة في مثل هذا اليوم من العام، التي سُجلت في 18 ديسمبر 1982، وبلغت حينها 5.3 درجة فوق الصفر. وقال مراقبون إن درجة حرارة كهذه لم تُسجل منذ عام 1886.
صحيح أنها ليست المرة الأولى التي ترتفع فيها درجات الحرارة الشتائية عن المعدل، إلا أن ما يجري حالياً ليس مجرد ارتفاع ليوم أو عدة أيام، تعود بعدها حالة الطقس إلى طبيعتها، وإنما ظاهرة مستمرة عملياً منذ بداية الشتاء. وباتت عبارات مثل «درجات الحرارة اليوم تحطم الرقم القياسي»، و«ارتفاع يُسجل لأول مرة في تاريخ الرصد الجوي الروسي»، حاضرة بشكل يومي تقريباً في تقارير مركز الأرصاد الجوية عن حالة الطقس. مثال على ذلك أول من أمس (الجمعة 17 يناير) حيث ارتفعت درجة الحرارة حتى 3.2 فوق الصفر، وعوضا عن تدنيها في ساعات المساء، ارتفعت حتى 3.6 فوق الصفر. وقال مركز الأرصاد الجوية إنه لم يُسجل درجة حرارة كهذه طيلة تاريخ الرصد منذ 140 عاماً. وأمس السبت، ارتفعت درجة الحرارة حتى 4.3 فوق الصفر وحطمت الرقم القياسي الأخير (4.2 درجة فوق الصفر) المُسجل في 18 يناير عام 1925. وحسب أحدث توقعات عن مركز الأرصاد، ستعود درجات الحرارة للانخفاض حتى مستويات ما تحت الصفر، وستصل حتى (ناقص 3 - 5) نهاية الأسبوع القادم، لكن ربما تعود للارتفاع مجدداً.

تعليقات

اكتب تعليقك