‫محمد الوشيحي: لو ناقشنا المواضيع المهمة التي تُعنى بمصالح الناس وحرياتهم ودستورهم فإن ذلك سيقودنا مع ياقات ثيابنا إلى نيابة أمن الدولة‬

زاوية الكتاب

كتب محمد الوشيحي 510 مشاهدات 0


اعْصير (بكسر العين وإطراقها) هو الوقت الذي يأتي في نهاية فترة العصر، قبل المغرب مباشرة. فإن كانت النساء تخصصن وقت الضحى، كما في الثقافة المجتمعية، للأحاديث التي لا تخلو من النميمة والمواضيع السطحية، والشاي يلف ويدور بينهن (سوالف شاي الضحى)، فللرجال وقتٌ مخصص لأحاديثهم الخاثرة (سوالف اعصير). ولا أدري هل هذا الأمر منتشر في المجتمع أو هو من عندياتي.

وهنا حديث اعصير، يجمع كاتب رأي مع مواطن ومسؤول حكومي:

المواطن للكاتب: لماذا لا تناقشون، أنتم الكتّاب، المواضيع المهمة التي تشغل الرأي العام، وتمس مصالح الناس بصورة مباشرة وغير مباشرة؟ لماذا تكتفون بالتنظير عن القضايا البسيطة، كإجراءات إنجاز معاملة البطاقة المدنية، ورسوم طوابع المعاملات، وما شابه؟

الكاتب: لو ناقشنا المواضيع المهمة، التي تُعنى بمصالح الناس وحرياتهم ودستورهم، أو كتبنا عن الأمور التي تحدث في الجوار، وتؤثر علينا بصورة مباشرة وغير مباشرة، كتأثيرها على أسعار النفط العالمية، والقضايا الأمنية المشتركة، والقضايا الصحية المشتركة، وغير ذلك من القضايا الجسام... فإن ذلك سيقودنا مع ياقات ثيابنا إلى نيابة أمن الدولة، ومنها إلى السجون الجميلة الممتلئة بقضايا الرأي، فلا نحن الذين نفعنا أحداً أو أزلنا مضرة عن أحد، ولا نحن سلمنا من العواقب. ونجدك أنت وآخرين، بينما نحن في الزنازين، تستمتعون بسوالف اعصير، وتتعاركون على نتائج مباريات برشلونة وريال مدريد، وهل هذا الهدف نتيجة تسلل أو لا!

المواطن: هذا "عذر ملّوح" (المثل عراقي، وملّوح شخص عراقي بسيط ومُدخِّن شرِه، كان يعيش كما يقال أثناء الدولة العثمانية أو الاحتلال البريطاني، وقصته مسلية لكنها لا تصلح للنشر، خلاصتها أنه شوهد في وضع معين، فصاح عليه المارة: ولك ملّوح شدا تسوي؟ ما تستحي؟ فقال: مو بيدي، تتن ماكو).

الكاتب: التتن موجود، ما خلّص التتن.

وما خلّص الحوار كذلك، فله بالتأكيد بقية وتتمة، تحوم حول الخطر ولا تدخله.

تعليقات

اكتب تعليقك