المشرف على مكافحة كورونا في الصين "تشونغ نان شان": هناك إستراتيجيتان للتعامل مع الوباء وهما الإخماد والتخفيف والأهم "التباعد"

إن الوضع العالمي الحالي لانتشار "كوفيد - 19" أصبح مثير للقلق، فعدد الإصابات استمر في الارتفاع في جميع أنحاء العالم في الأسابيع الأخيرة وخاصة في أوروبا وأمريكا.

وعلى العكس، قامت الصين التي أبلغت عن حالات للإصابة بـ"كوفيد - 19" لأول مرة بالسيطرة على تدريجيا على تفشي المرض بعد شهرين من مكافحة الوباء.

لذا، علينا أن ننظر ما هي الدروس المستفادة التي يمكن الصين أن تقدمها للدول التي تعمل حاليا على مكافحة الوباء والسيطرة على تفشي المرض؟

اكتشف تشونغ نان شان فيروس السارس فى عام 2003 وكعالم صيني رائد في هذا المجال كان له دور هام في مكافحة الوباء. وفي هذه المرة، كان أحد أكثر الشخصيات التي حظت بثقة الرأي العام في الداخل الصيني خلال معركة الصين الحالية ضد فيروس كورونا الجديد وتم تنصيبه مستشار للحكومة في إدارة الأزمة.

وأوضح أن هناك إستراتيجيتان للتعامل مع تفشي "كوفيد - 19" - وهما الإخماد والتخفيف. في حين أن إستراتيجية التخفيف تعني وضع التدخلات في مكانها لإبطاء انتشار الفيروس في مختلف المناطق، إلا أنها أقل قوة ودقة مقارنة بإستراتيجية الإخماد.

وقال تشونغ نان شان إن الصين بدأت في تطبيق إستراتيجية الإخماد منذ أواخر يناير الماضي، حيث نفذت إجراءات صارمة للغاية للتعامل مع تفشي المرض.

وبصرف النظر عن إغلاق المدن، قال إن هناك طريقة أخرى لتنفيذ الإستراتيجية وهي استخدام "آلية مشتركة بين المؤسسات". لتوضيح هذه الآلية بشكل أفضل، تحدث تشونغ نان شان عن بعض "الضرورات المبكرة" - الحماية المبكرة، الكشف المبكر، التشخيص المبكر والعزل المبكر، والتي تتطلب من الناس تجنب الخروج أو التجمع، وتقليل التواصل الاجتماعي قدر الإمكان، والحصول على التشخيص المبكر وعزل الحالات المصابة.

وشدد كذلك على أن "الأهم" هو "التباعد".

ويعتقد تشونغ نان شان أن تطبيق إجراءات مماثلة يمكن أن ينجح أيضا في الدول الأخرى التي تكافح الوباء حاليا. غير أنه أشار إلى أن إغلاق المدن أو قطع وسائل النقل بين الدول والمدن لن يضمن وقف انتشار الفيروسات. وحذّر من أنه حتى لو تم إغلاق المدن، كما هو الحال في بعض الدول الآن، إذا ظل سكان تلك المدن يخرجون ويتجمعون، فإن مخاطر انتقال العدوى سوف تبقى مرتفعة. وقال إن اليابان تتبع حاليا قاعدة التباعد الاجتماعي وقد شهدت استقرار في وتيرة زيادة حالات الإصابة.

وعندما سُئل تشونغ نان شان عن أي اقتراحات سيقدمها إلى عالم الأوبئة الرائد في الولايات المتحدة الدكتور أنتوني فوسي، قال أنه يعتقد أن فوسي سيتوافق مع وجهة نظره. وقال: "إن أفضل طريقة للقيام بذلك هي العزل."

في الوقت الذي تسجل فيه الولايات المتحدة أكثر حالات إصابة بفيروس كورونا الجديد في العالم. ومقارنة مع الوضع في الصين حيث تركزت معظم الحالات في مقاطعة هوبي، قال تشونغ إن العديد من الولايات في جميع أنحاء الولايات المتحدة الأمريكية تتعامل مع حالات التفشي ذاتها بمقاييس مختلفة مما يجعل احتواء الوباء فيها أكثر صعوبة. وقال إنه في حالة الصين، وبعد شهر من إغلاق مقاطعة هوبي وحاضرتها مدينة ووهان، انخفض عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا الجديد في أجزاء أخرى منها بشكل ملحوظ، مما جعل مكافحة تفشي "كوفيد - 19" خارج مقاطعة هوبي أسهل وأثبت أن تقييد حركة المرور من وإلى مقاطعة هوبي قد نجح.