تطويع الكويت بدبلوماسية الدفاع عن حقوق الإنسان Human Rights Defense Diplomacy

محليات وبرلمان

907 مشاهدات 0


للسيطرة على اقتصاد موانئ الخليج العربي ومراقبة كل مايخرج منها فرضت الإمبراطورية البريطانية في الفترة 1778-1914م محرماتها  الثلاث التي ضمت التهريب، والقرصنة ، وتجارة الرقيق. و في عام 1790م  كتب صموئيل  ماستي وهاررفرد  جونز في تقرير لشركة الهند الشرقية الإنجليزية أن المصدر الرئيسي لتجارة الرقيق القادم من إفريقيا الشرقية إلى المناطق العثمانية هو الخليج العربي.

وضع قوالب الجهل Stereotype فوق بعضها للوصول إلى غايات محددة ،هو أسلوب أميركي وغربي عتيد في الشارع كما هو في دوائر صنع القرار هناك .فقد تلقف المشرع الأميركي الغارق في القوالب المسبقة قضية الكفالات للعمالة الاجنبية والحالات الفردية لسوء معاملة العمالة الآسيوية، مدعوما بشهادات محلية من سياسيين مفلسين ومن فتيات وصبية  طموحين ومتعجلين لتحقيق الحضور من خلال مايسمى بجمعيات حقوق الإنسان ،ليصمنا المشرع الأميركي  بتجارة البشر بحكم أننا أحفاد البحارة الذين أشار Robert Geran Landen   بأن موانئهم كانت سوقاً رائجة لتجارة الرقيق .

ففي الأسبوع الماضي شنت واشنطن هجوما قويا على السعودية والكويت والإمارات ودولا أخرى بسبب المتاجرة في البشر.وقبل عام تقريبا في  25 يونيو 2008م حذرت بريطانيا والولايات المتحدة - كل على حدة - رعاياها من ارتفاع مؤشر خطر الإرهاب إلى مستوى عالٍ في دولة الإمارات العربية المتحدة، وقالت: إن خطر حصول اعتداء إرهابي في المنطقة، بما فيها الإمارات حقيقي فعلا.وفي حينه كتبنا إن 'دبلوماسية تحذير الرعايا' Travel advisory Diplomacy  هو كما يبدو مرحلة جديدة في العلاقات الدولية كما ترسمها واشنطن ولندن ، وإن استنفاذهم لدبلوماسية البوارج الحربية Gunboat diplomacy، ودبلوماسية مظلة الأمم المتحدة UN Diplomacy، هو أسلوب جديد هدفه تطويع السياسات المخالفة بحجج دبلوماسيات متنوعة.

 دبلوماسية الدفاع عن حقوق الإنسان Human Rights Defense Diplomacy هي الشكل الغربي الجديد ضدنا وإن كانت قد مارستها في أنحاء شتى من العالم ، وسيعقبها دبلوماسية الدفاع عن البيئة Environmental Diplomacy ,وإن كانت ضريبة الكربون المفروضة على الدول النفطية شكل من إشكالها إلا ان دبلوماسية الدفاع عن البيئة مازالت في طور التكوين في مركز راندRand  ومركز الدراسات الإستراتيجية والدولية و CSIS. وليس ما يشغلنا أشكال دبلوماسية الضغط القادمة بقدر حيرتنا عما يريدون تحقيقه هذه المرة ! فالكويت حليف استراتيجي للولايات المتحدة، فهل كانت الكويت حليف مرحلي استنفذ أغراضه؟ 

ساذج من يعتقد ان  مؤسسات الحكم الأميركية منفصلة عن بعضها البعض  في مجال التشريع او التنفيذ وتعمل باستقلال يقتدي به في الديمقراطية التي تؤيد فصل السلطات.كما ان السفارة الأميركية في الكويت بادعائها بعدم العلم بالتقرير تذهب بعيدا في الاستخفاف بنا . فليس صحيحا ان التشريع يسبق التنفيذ هناك دائما، بل إن وزارة الخارجية الاميركية تطلب تحضير إدانات مسبقة عندما تكون على وشك وضع ملف دولة ما على الطاولة . فماذا يريدون هذه المرة؟

هل للأمر علاقة بتحضير الغرب لمئونة الشتاء من النفط؟ أم ان إسرائيل في الافق بما تحمله غيومها من قضايا التطبيع و'الدولة الفلسطينية الفاضلة' التي اقترحها رئيس الوزراء لاسرائيلي نتنياهو بغير سلاح ولا حدود ولا لاجئين بائسين .أم أنها ورقة ضغط لقضية التعويضات مع العراق؟ أم هي حجة  تفاوضية حيال طلبنا لطائرات لوكهيد مارتن من نوع هيركوليز أوتطوير  طائرات واسلحة اخرى ؟  ،أم لبيعنا البوينغ بدل الايرباص ؟ أو حتى لبيعنا طلقات أم16

 نتمنى من رفيق السلاح السابق وزير الشؤون الاجتماعية والعمل  اللواء الدكتور محمد العفاسي أن يكون قد اوضح  للسفيرة الأميركية الأنيقة ديبورا جونز حين أجتمع معها، في أن الكويت ظلت دائما على رأس قائمة الدول التي يرغب كل عامل آسيوي شريف في ان يعمل ويعيش فيها ، وكان ذلك نتيجة استفتاء عفوي لم تقترب منه او تشكل مخرجاته منظمة ذات أهداف أو طموحات مسبقة .


الآن: د.ظافر محمد العجمي – المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج

تعليقات

اكتب تعليقك