‫د.تركي العازمي: الوضع في أزمة «كورونا» كشف الأخطاء بشكل لا يمكن تبريره حتى وإن كثر المتسلقون والمنافقون والخير باقٍ في أمة محمد‬

زاوية الكتاب

كتب د.تركي العازمي 694 مشاهدات 0


بعد مقال «تشوفون اللي أشوفه» ومقال الثلاثاء الماضي٬ وردتني اتصالات وتعليقات كثيرة حول المقال مفادها أن «أصحاب القرار يشوفون ويعرفون ونعم... ما راح يتعلمون من أزمة كورونا».
طيب... وإن كان انطباع البعض بأنهم لن يتعلموا من دروس أزمة «كورونا»٬ فهل هذا يعطينا الحق بأن نتوقف عن تنوير فئات المجتمع ومكوناته؟
المنطق يقول لا ؟ لأنه لكل زمان دولة ورجال٬ وندعو الله أن يهب ولاة الأمر وأصحاب القرار البطانة الصالحة التي تعينهم على إجراء تغييرات تحقق العدالة والمساواة، عبر اختيار رجال دولة من قياديين ومستشارين.
الشاهد٬ انه برزت لنا صحوة غريبة في ما يخص إنهاء المعاملات «أون لاين» بعد أن فشلت الحكومة في تطبيق الحكومة الإلكترونية منذ أن أعلن عن الوثيقة الوطنية للحكومة الإلكترونية في عام 2001 أيام الدكتور ناصر الصانع٬ وفهمنا أن ما وزع من حيازات زراعية وحيوانية وقسائم صناعية لم يوفر الأمن الغذائي٬ وأن الشعب التزم بتوجيهات الحكومة.
هذا كله يشير إلى أننا مقبلون على تغيير دراماتيكي في تعاملنا مع كثير من القضايا العالقة.
نعم نستطيع إحداث نقلة جذرية تحتاج إلى قرارات جريئة، تنسف المنظومة الإدارية المعمول بها وفق فلسفة لا تجلب الإصلاح للبلد والعباد.
يقول الله عز شأنه: «أفمن يمشي مكبا على وجهه أهدى أمن يمشي سويا على صراط مستقيم»٬ وهذه الآية لو أسقطناها على طريقة إدارة مؤسساتنا وتعاملنا الإنساني لوجدناها قاعدة في غاية الأهمية.
إنها تؤكد أهمية الإدارة الإستراتيجية (التخطيط)، والمعايير تبين أهمية الكفاءة وحسن السيرة والسلوك مع الخبرة كأساس لاختيار القياديين والمستشارين في المقبل من الأيام.
صحيح أننا فقدنا لأسباب معلومة الأسس المطلوب اتباعها في الماضي من الأيام٬ لكن تلك الأخطاء لا بد من تصحيحها.
معلش... وليعذرني المتشائمون٬ الوضع في أزمة «كورونا» كشف الأخطاء بشكل لا يمكن تبريره حتى وإن كثر المتسلقون والمنافقون والخير باقٍ في أمة محمد.
الزبدة:
لعل أحبتنا من لديهم قناعة أن أصحاب القرار يعلمون ولن يتعلموا من درس «كورونا» على صواب حسب تركيبتهم الثقافية وقراءتهم لتركيبة صناع القرار الحالية٬ لكن ماذا لو تم نسف كل المبادئ القديمة، وقدم الشرفاء والعقلاء وأصحاب العقول النيرة تصوراتهم ومبادراتهم عبر تنوير فئات المجتمع ومكوناته٬ أعتقد حينئذ أن الإصلاح آت لا محالة.
لا تتركوا المجال أمام من لا يفقه «التخطيط» ومن لا يملك مقومات مهمة «المستشار»٬ ولا تلتفتوا لمن يحاول تحبيطكم... أنا وأنتم وكل فرد صالح في هذا المجتمع الطيب يستطيع التغيير نحو الأفضل.
تفاءلوا و«اعدلوا هو أقرب للتقوى»... الله المستعان.

تعليقات

اكتب تعليقك