‫داهم القحطاني: الوضع مربك للجميع فالتعرض للفيروس قد يعني خسارة الحياة والاختباء الطويل عنه قد يعني أيضا خسارة أجمل ما في الحياة‬

زاوية الكتاب

كتب داهم القحطاني 470 مشاهدات 0


‫لنعترف.. أن وباء كورونا غير واضح المعالم للجميع؛ فالحكومات في حيرة، والشعوب في حيرة أكبر، والشركات الكبرى والصغرى في العالم تتعلق بأصغر أمل قد يعيد ضخ الدماء للاقتصاد العالمي المتهاوي. ‬

‫في الكويت أعلن مجلس الوزراء عن بدء فتح المرافق العامة بدءا من شهر يونيو المقبل، وسيسبق ذلك إلغاء الحظر الشامل وعودة الحظر الجزئي. ‬

‫ويبدو أن مسألة الحظر لن تكون صارمة التطبيق، فهناك شعور عام بأن الحكومة تريد فتح كل المرافق العامة والأسواق التجارية، لكنها تفضل التدرج حتى تتجنب الانتكاسات المفاجئة في عدد الاصابات الجديدة بفيروس كورونا. ‬

‫الناس مختلفون أيضا حول وباء كورونا؛ فالأغلبية تشعر بحيرة ولا تعلم هل تصدق تحذيرات وزارة الصحة ووزيرها الذي طالما استحلف الناس للبقاء في المنازل، أم تصدق السياسة الحكومية الجديدة التي تروج لفتح جزئي ثم شامل للمرافق العامة كافة. ‬

‫لكن أيضا هناك من الناس من يتشوق لعودة الحياة الطبيعية لأن لديه تجارة يخاف بوارها، أو لأنه يريد أن يعود لنمط حياته السابقة بما فيها من قضاء أوقات طويلة في الأسواق والمطاعم والترفيه. ‬

‫كما أن هناك مدمنون للسفر يتشوقون لإعادة فتح مطار الكويت لكي يعودوا لشغفهم في التنقل بين البلدان. ‬

‫وكذلك هناك تضارب مزعج في مسألة التعرض للإصابة بفيروس كورونا، فعدد الوفيات الذي يعلن عنه يوميا حقيقة تؤكد أن وباء كورونا مرض خطر، ومن الخطأ الكبير التهاون فيه. ‬

‫لكن ومن ناحية أخرى، تزايد أعداد المتشافين من الفيروس والأخبار غير المؤكدة والمتتالية عن ضعف قوة الفيروس، وعن تعرض المصابين به لأعراض خفيفة، كل ذلك يجعل شريحة من الناس تشجع وبقوة خطط الحكومة لإعادة فتح المرافق العامة والخاصة. ‬

‫الوضع مربك للجميع، فالتعرض للفيروس قد يعني خسارة الحياة، والاختباء الطويل عنه قد يعني أيضا خسارة أجمل ما في الحياة. ‬

‫الخيار اليوم سيكون للشخص نفسه فهو الحكم الأصدق على الوضع الأنسب له ولأسرته. ‬

‫كل ما تصدره الحكومات من قرارات وبيانات لا يعني أنه الوضع الأفضل، إنما هي إجراءات تقوم بها الحكومة للتصدي للوباء من وجهة نظر الوزراء.   ‬

‫مطلوب من الناس اتخاذ ما يعتقدون أنه الأنسب لهم، أما وباء كورونا فقد غادر محطة الهلع والإجراءات المتشددة إلى محطة أخرى.‬

تعليقات

اكتب تعليقك