‫د. تركي العازمي: ابحث في البطانة لأي قيادي إن صلحت فاعلم أن الإصلاح آت لا محالة وإن فسدت فندعو المولى عزّ شأنه أن يلطف بنا‬

زاوية الكتاب

كتب د.تركي العازمي 678 مشاهدات 0


يقول قوفي وجونز من جامعة لندن لإدارة الأعمال المصنفة كأفضل الجامعات في الإدارة على مستوى العالم٬ في بحث لهما: إن القيادي المؤثر/‏‏ الفعال هو الذي يعترف بنقاط ضعفه، وبالتالي يسد الثغرات عبر الاستعانة بمستشارين ومعاونين له (الإدارة التنفيذية).
ما هو وضع المنظومة القيادية لدينا؟
البعض يرى بأنه «سوبرمان» ويعلم بأن لديه نقاط ضعف، ألا إنه لا يعترف بوجودها و«يكابر»، ويتخذ قرارات حسب قناعاته أو إملاءات تفرض عليه، والبعض الآخر يجند مجاميع في السوشل ميديا لصناعة «السوبرمان» في ذاته، ناهيك عن التضليل وخلافه.
إذاً٬ نعترف بأنه ليس لدينا قيادات «سوبر» حسب تصنيف قوفي وجونز، والدليل واضح في إقصاء الكفاءات، وإلا كيف لنا بقبول قيادات ليس لديها خبرة تنفيذية في مجال المؤسسة، وفوق هذا يأتي بمستشارين غير مخضرمين٬ فلا هو بالقيادي «الصح»، ولا هو بالذي اعترف في نقاط ضعفه وعيّن مستشارين وقياديين «معاونين» له من ذوي الخبرة والعلم والثقافة، وأغلبها كما هو معروف عبر إسقاطات براشوتية.
سأدلل على ذلك باستشهاد حسب أحداث ما زالت قائمة خلال الأزمة (الأمن الغذائي وحماية المنتج الوطني٬ الكمامات ومستلزمات الوقاية التي يفترض أن توزع بالمجان٬ التعليم أون لاين/‏‏ الإلكتروني الذي يعد في حكم القانون مخالفا)، ومنها ما زال عالقاً كقضية النصب العقاري والصندوق السيادي الماليزي وتجاوزات على المال العام.
في ما يخص الصندوق السيادي الماليزي الذي تدور حوله شبهة غسيل أموال٬ نعلم أن وحدة التحريات المالية الكويتية أنشئت بموجب القانون 106 لسنة 2013 في شأن مكافحة غسيل الأموال وتمويل الإرهاب، وهي لقرابة عامين منصب رئيسها شاغر... فكيف ولماذا؟
والآن... تركونا بعد فك الحظر الشامل لأنفسنا «مناعة القطيع»، بلا كمامات ولا مستلزمات وقاية في وقت تتباهي بعض «الفاشينستات» بعرض هدايا قدمت لهن... رحماك ربي.
«أقضبوا بيوتكم» ولا تنطلقوا بعد فك الحظر الشامل ويصيبنا ما أصاب سنغافورة.
فماذا نريد نحن وكثير من أحبتنا المنادين بالإصلاح ووقف أوجه الفساد، وإعادة الأموال المسروقة وتعيين الكفاءات؟... الملاحظ أن السواد الأعظم قد وصل إلى مرحلة اليأس من تحقيق الإصلاح، وبعضهم يردد «خلاص ملينا... إلى متى»!
الزبدة:
ابحث في البطانة لأي قيادي... إن صلحت٬ فاعلم أن الإصلاح آت لا محالة، وإن فسدت فندعو المولى عزّ شأنه أن يلطف بنا.
لذلك٬ فإن ما ذكرناه في المقال السابق يشكل بعض ما يعاني منه البسطاء٬ وللخروج من أزمة التيه القيادي واستمرار حالة الفساد والإفساد ينبغي أن نأتي بقيادات «سوبر»، حسب معايير قوفي وجونز من جامعة لندن.
المستشارون والقياديون «البطانة» يجب أن يصدقوا القول، وأن يمتلكوا القدرات والإمكانات والخبرة وحسن السيرة والسلوك.
من هنا تبدأ العملية الإصلاحية وسلامتكم... الله المستعان.

تعليقات

اكتب تعليقك