‫د.عيسى محمد العميري: استجواب العدساني لوزير المالية... في غير محله!‬

زاوية الكتاب

كتب د. عيسى العميري 529 مشاهدات 0


مع كامل تأييدنا لحق النائب الفاضل في الاستجواب الذي كفله الدستور، وفي ظل عدم انعقاد مجلس الأمة منذ فترة طويلة، إلاّ أننا نقول إن أي حديث يتم تداوله اليوم في الشأن المحلي لا يجب أن يتجاوز الحديث عن كل الوسائل التي تساهم في مواجهة جائحة كورونا المستجد (كوفيد 19)، وأي جهد يصب في هذا المجال فهو جهد مرحب به وبقوة، وأي حديث آخر يمكن تأجيله لوقت لاحق، فكما هو معلوم بأن الحياة في العالم متوقفة بسبب هذا الوباء، الذي ضرب في كل مكان من العالم... هذا من جانب.
ومن جانب آخر، نقول إن الاستجوابات التي تصدر من هنا وهناك، ليست في وقتها الآن، على الأقل في الفترة الراهنة، إي نعم الحياة ماضية ولكن هناك أولويات في هذا البلد يجب أن تؤخذ في الاعتبار، فتلك الاستجوابات رغم ما ستحققه من نتائج، إلاّ أنها - وفي هذا الوقت - قد تتسبب في إرباك الدولة والحكومة، وتثير النظرة السلبية في ظل ظروف هي سلبية في الأصل! فبالتالي فإن الاستجواب الذي صرح به النائب الفاضل أخيراً ضد وزير المالية على إثر مجموعة من القرارات التي اتخذها معاليه، لها نتائج إيجابية كبيرة تتحقق للبلاد، تتمثل في محاربة الفساد والمفسدين من خلال الملفات التي تم تحويلها إلى النيابة العامة، مثل إحالته لعدد من الموظفين في التأمينات الاجتماعية في بلاغ إلى هيئة مكافحة الفساد، بالإضافة إلى حرصه على استرداد ما يقارب من 7 مليارات من مؤسسة البترول إلى الخزانة العامة للدولة، والتحقيق في فواتير احتفالية الخطوط الكويتية! ولكن الوقت ليس مناسباً الآن.
فهذا حق مشروع لا يمكن أن نجد أحداً يعارضه، ولكن بعيداً عن كل تلك المعطيات نجد أن جهود وزير المالية التي قام بها في الفترة الماضية واضحة، وهي جهود يشكر عليها وتضعه في خانة المؤتمنين على مصلحة البلاد والعباد، ومن ثم يتعين علينا أن ندعمها، فالوزير شخص بدأ موظفاً صغيراً في وزارة المالية ووصل إلى تسلّم حقيبتها، بفضل كفاءته وقدراته غير المحدودة، وما يجب أن يسجل له اكتشافه لـ10 حالات فساد في وقت قياسي، مقارنة بالفترة التي تولى فيها زمام المسؤولية، فهو الرجل المناسب في المكان المناسب.
كما نوجه نداءنا إلى الإخوة النواب الأفاضل بإبقاء أهدافهم للوصول إلى مقعد الأمة بعيداً عن التكسب الانتخابي، والذي اقترب موعده، والتي لن تحقق أي مصلحة إيجابية للوطن والمواطن، في زمن كورونا... نسأل الله عز وجل أن يزيل هذه الغمة عن الأمة وجميع بلاد العالم.
لذا فإن أي أسباب أو اعتبارات تسقط، بعيداً عن السعي للحفاظ على سلامة الناس من هذه الجائحة العالمية كورونا، وبالتالي فإن أي موضوع يثار في هذا البلد أو غيره من بقاع العالم كافة غير موضوع الساعة، هو مضيعة للوقت، وإرباك للوضع في البلاد، كما أسلفنا. والله الموفق.

تعليقات

اكتب تعليقك