‫د.تركي العازمي: الدراسات التي ينتهي مصيرها إلى الأرفف ولا يتم تطبيقها ولا بحثها من قبل المعنيين في إدارة مؤسساتنا لا تبني وطناً والشاهد ما نراه من تراجع!‬

زاوية الكتاب

كتب د.تركي العازمي 610 مشاهدات 0


زملاء يحملون شهادات علمية بدرجة أستاذ دكتور، «تخيّل مستوى الدرجة العلمية» يقولون: «اغسل إيدك... لو تكتب وتقترح فلن يكون هناك إصلاح: ثقافتنا المركّبة غير مهيأة»؟
تحدثنا مع أحبة لنا عن قضايا التعليم، الصحة، الخدمات وأهمية إجراء المعاملات عن بُعد، وتنويع مصادر الدخل، الإعلام، وجميعها موثق، ناهيك عن دراسات وأبحاث لزملاء لنا نالوا على اثرها درجتي الماجستير والدكتوراه: فماذا بعد كل ما قيل ونشر وبثّ؟
لا شيء... يحصل طالب الدكتوراه والماجستير على درجته بعد عناء، ومعظم مضمون تلك الدراسات مبني على بحث حالة تم تطبيقها على جوانب عدة تخصُّ قضايا تحتاج إلى حلول وتنتهي بتوصيات... وفي الآخر: صورة له وهو يهدي نسخة من رسالته وتذهب النسخة إلى الأرفف!
الدراسات التي ينتهي مصيرها إلى الأرفف ولا يتم تطبيقها ولا بحثها من قبل المعنيين في إدارة مؤسساتنا لا تبني وطناً، والشاهد ما نراه من تراجع!
هذا ما استفز وأوصل زميلنا إلى حد التشاؤم، وهو غير مُلام على الإطلاق كون التراجع بلغ حداً كبيراً إلى درجة أن الأشخاص المتميزين من أصحاب الخبرة، حينما يكتبون في فضاء وسائل التواصل الاجتماعي يكون مصيرهم كتب اتهام.
هل يثنينا هذا التشاؤم؟... لا، فالخيرُ باقٍ في أمة محمد، صلى الله عليه وسلم.
التغيير سنّة الحياة، وكل حقبة زمنية لها ما لها وعليها ما عليها، والغالبية من دعاة الإصلاح يجتمعون ويتناقشون ويكتبون ويرسلون مقاطع ويقيمون ندوات، شعوراً منهم بالمسؤولية الوطنية وحرصاً على حاضر البلد ومستقبله.
ذكرنا في مقالات عدة أوجه القصور وتبعناها بحلول قابلة للتطبيق، لكن فاقد الشيء لا يعطيه حيث معظم المنوط بهم مهمة إدارة مؤسساتنا قد هبطوا عبر الباراشوت وفلسفتهم، إنما هي في محيط خدمة من أوصلهم لتلك المناصب.
يريدونك أن تتحدّث بإيجابية، ولا يقبلون أن يستضيفوك في برنامج تلفزيوني رسمي، خشية أن تنتقد الأداء الحكومي وهو توجه خطير لم يكن معمولاً به من قبل.
مسرحيات ما قبل الغزو كانت تتحدّث عن هموم الشارع، ومعظم ما قيل تجده ماثلاً أمام عينيك، وكانت هناك برامج حوارية تضم الرأي والرأي الآخر، أما الآن فـ «شوفة عينك».
أبسط الأمور موضوع إنهاء المعاملات عن بُعد، الأمن الغذائي، قضايا الفساد الإداري والمالي، فهي بمجملها لا تحتاج سوى متخذ قرار و«حسن دبرة» وتوجيه اتهام للمقصرين/‏ الفاسدين مع الأدلة!
الزبدة:
نريد إزاحة التشاؤم عن ذهن زملائنا ونحن في المقابل لن نتوقّف عن توجيه النقد البنّاء، وتأكيد حاجة البلد ومؤسساته إلى جيل جديد من القياديين والنواب ورجال الإعلام والمختصين في شتى المجالات.
لذلك، أتمنى من أحبتنا أن ينحازوا إلى الوطن والمواطنين، فالوطن لن يزدهر ما لم تصل الرسالات وتلك الدراسات المركونة على الأرفف إلى حيّز التنفيذ.
عودوا إلى رشدكم، بارك الله فيكم ولكم... الله المُستعان.

تعليقات

اكتب تعليقك