‫د.عيسى العميري: استجواب النائب الفاضل رياض العدساني لوزير المالية تشوبه الكثير من المغالطات والمخالفات الدستورية المتعددة ويغلب عليه طابع الشخصانية‬

زاوية الكتاب

كتب د. عيسى العميري 696 مشاهدات 0


كان من الأجدر عدم إدخال البلاد ومجلس الأمة في مواضيع لا تغني ولا تسمن من جوع وفي غير وقتها، في ظل أزمة كورونا المستجد، الذي ضرب العالم أجمع..
وبعيداً عن سوء التوقيت نقول إن استجواب النائب الفاضل رياض العدساني لوزير المالية، تشوبه الكثير من المغالطات والمخالفات الدستورية المتعددة، ويغلب عليه طابع الشخصانية، وقضايا التكسب الانتخابي، وهو استجواب لا يحقق الفائدة المرجوة للمواطن وقضايا المجتمع، فمن ناحية مبدئية - وبناء على مضمون الاستجواب - فالوثيقة الاقتصادية المعروضة على مجلس الوزراء، وإذا وافق عليها مجلس الوزراء وتم تنفيذها في كل الوزارات فإن المسؤولية تصبح على رئيس مجلس الوزراء وليس وزير المالية!
وبالتالي فإن الوزير هنا غير معني بهذا الاستجواب في هذه الجزئية تحديداً، كما أن الرسوم المذكورة في الوثيقة الدستورية تحتاج أن تعرض على مجلس الأمة، ليتسنى إصدارها بقانون وذلك وفقاً للقانون رقم 95/‏‏79، وبالتالي فإن مبدأ الاستجواب هنا لا يجوز نظراً لأن القرار فيها يعود إلى مجلس الأمة! ومن ناحية أخرى وضمن ما سيرد في الاستجواب فإن البنزين يعتبر «سلعة»، وليس رسماً ولا يحتاج زيادته إلى العرض على مجلس الأمة! كما أن الوزير هنا ملزم دستورياً بالتصويت مع الحكومة في القوانين التي تعرض على مجلس الأمة مثل قانون الاستبدال، حتى لو كان هذا التصويت مخالفاً لرأي النائب ولا يجوز استجوابه على تصويته!
ومن ناحية أخرى، فإن وزير المالية غير مسؤول عن جلب الأموال من مؤسسة البترول الوطنية، إذا لم يوافق وزير النفط على إرسال تلك الأموال! ومن ثم فإنه لا يجوز استجواب وزير المالية على رفض وزير النفط! فهنا الاستجواب يعتبر غير ذي قيمة، حيث إن الوزير غير معني به تماماً. وأيضاً نقول إن كثرة الاستجوابات تفقدها الأهمية والهدف اللذين قامت على أساسهما، فهذا الاستجواب الثاني لوزير المالية في أقل من شهر! ولا تختلف محاوره كثيراً عن سابقه.
من هنا نصل إلى أن الشخصانية التي يمارسهما بعض النواب الأفاضل ليس في وقتهما الآن، ويتعين أن تنصرف الجهود لأمور أكثر أهمية، خصوصاً إذا ما كانت بعض الاستجوابات تفتقد الدستورية والمنطقية، وفق الظروف التي تمر بها البلاد والعالم، نسأل الله أن يزيل الوباء والبلاء على العباد. والله الموفق.

تعليقات

اكتب تعليقك