اكتشاف أول حالة لجنين مصاب بكورونا

منوعات

الآن - وكالات 415 مشاهدات 0


أعلن الأطباء في فرنسا عن أول حالة مؤكدة لانتقال فيروس كورونا المستجد من امرأة حامل إلى طفلها داخل الرحم، وقد ظهرت الأعراض على المولود بعد أيام من ولادته، حيث أصيب بالتهاب في الدماغ.

تقرير لصحيفة The Guardian البريطانية، الثلاثاء 14 يوليو/تموز 2020، قال إن تفاصيل الحالة نُشرت في دورية "Nature Communications"، التي تناولت عدداً من الأطفال حديثي الولادة المصابين بفيروس كورونا، الذين يشتبه الأطباء في إصابتهم بالفيروس قبل الولادة في رحم أمهاتهم، لكن حتى الآن لم يستطع الأطباء استبعاد احتمالية انتقال العدوى للمواليد أثناء الولادة أو بعدها بفترة وجيزة.

انتقال كورونا إلى الأطفال: يقول دانييل دي لوكا، المدير الطبي لقسم طب الأطفال والرعاية الحرجة لحديثي الولادة بمستشفى "Antoine Béclère" في باريس: "لا يوجد شك، للأسف، في انتقال عدوى كورونا من الأم إلى الجنين في هذه الحالة. هذه ليست حالة شائعة، لكن يجب أن يكون الأطباء على دراية بإمكانية حدوثها".

حيث دخلت الأم الحامل إلى المستشفى في 24 مارس/آذار 2020، تعاني من حمى وسعال شديدين. وقد ثَبتت إيجابية تحاليلها معملياً بفيروس كورونا بعد فترة وجيزة من وصولها.

فيما كشفت مراقبة حالة الأم أنَّ وضع الجنين داخل الرحم غير مُطمئن، حيث قرّر الأطباء إجراء عملية قيصرية طارئة للأم، وعُزل الطفل على الفور داخل وحدة العناية المركزة المُخصّصة لحديثي الولادة.

اختبارات معملية على الفيروس: لكن كشفت التحاليل عن إصابة الطفل بفيروس كورونا. وأظهرت اختبارات معملية أكثر شمولاً أنَّ الفيروس قد انتقل من دم الأم إلى المشيمة، حيث نسخ الفيروس نفسه وتسبَّب في حدوث التهابات، ثم وصل إلى الجنين. 

قال دي لوكا: "يعود السبب في تأخر تأكيد إمكانية انتقال الفيروس من الأم إلى الجنين إلى أنَّك تحتاج إلى فحص الكثير من العينات. ثمة حاجة إلى فحص دم الأم، ودم المولود، ودم الحبل السري، والمشيمة، والسائل الأمنيوسي المحيط بالجنين، ومن الصعب للغاية فحص جميع هذه العينات في فترة جائحة مع انتشار حالات الطوارئ في كل مكان بالبلاد".

وأضاف: "كانت هناك بعض الحالات المشتبه بها، لكن لم تتح الفرصة للتحقّق من خلال فحص كل العينات السالفة الذكر".

في حين عُثر على أعلى مستويات للفيروس في المشيمة، التي كانت غنية بنفس المستقبلات الموجودة في الرئتين، اللتين يستخدمهما الفيروس لمهاجمة الخلايا البشرية.

تدهور صحة الطفل: بدا الطفل بصحة جيدة في البداية، لكنه أصبح مهتاجاً، وساءت حال تغذيته في اليوم الثالث من الولادة، ثم ظهرت عليه بعض التشنجات العضلية.

لم تكن هناك إرشادات سريرية في ذلك الوقت حول كيفية علاج الأطفال الرضّع المصابين بفيروس كورونا. كان الأطباء يدرسون استخدام عقار "ريمديسيفير" المضاد للفيروسات، لكن كان الطفل يتعافى تدريجياً من دون مساعدة طبية، حيث لم يأخذ أي دواء معين.

في حين يقول دانييل دي لوكا: "ينبغي طمأنة السيدات الحوامل بأنَّه لن يحدث ضرر للطفل في معظم الحالات. ثمة العديد من الأشياء نستطيع فعلها، لكن لا يمكننا إغلاق أعيننا عن الحقيقة ونقول إنَّ هذا لن يحدث أبداً".

ورداً على سؤال حول ما إذا كان ينبغي للسيدات الحوامل توخي الحذر والالتزام بالتباعد الاجتماعي وغسل اليدين لتقليل خطر إصابتهن بالعدوى، أجاب دي لوكا: "هذا أمر منطقي ومهم للغاية، سواء في حالة الحمل أو لا".

تعليقات

اكتب تعليقك