انسحاب القوات الأمريكية من المدن العراقية
عربي و دولييونيو 30, 2009, منتصف الليل 1197 مشاهدات 0
تسلم العراق الثلاثاء السيطرة الامنية الكاملة على مدنه وبلداته بعد ستة اعوام من الاجتياح العسكري الذي قادته الولايات المتحدة، لينحصر دور القوات الاميركية المنسحبة من هذه المدن في الاسناد والتدريب بانتظار جلائها التام نهاية 2011.
غير ان هذا الانتقال في السلطة الامنية تزامن مع وفاة اربعة جنود اميركيين متأثرين بجروحهم الاثنين، عشية الانسحاب من المدن تطبيقا للاتفاقية الامنية الموقعة بين بغداد وواشنطن.
وبهذا يصبح امن المدن والبلدات العراقية في عهدة 500 الف شرطي و250 الف جندي عراقي.
وفي هذه المناسبة قال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي 'يرتكب خطأ فادحا من يظن ان العراقيين عاجزون عن حماية الامن في بلادهم وان انسحاب القوات الاجنبية سيترك فراغا امنيا يصعب على القوات العراقية ان تملأه'.
واضاف 'ان الذين يروجون لهذه الشائعات يوجهون اساءة بالغة للعراقيين الذين قدموا للعالم اروع الصور في مواجهة التحديات واثبتوا قدرتهم على صنع الحياة من خلال تضحياتهم واصرارهم على تعزيز تجربتهم الديموقراطية الفتية وبناء دولة القانون والمؤسسات'.
وتابع 'ان الذين يقفون وراء حملة التشكيك بقدرة قواتنا المسلحة بملء الفراغ هم ذاتهم الذين كانو يقولون ان القوات الاجنبية ستبقى في العراق لعشرات السنين وانها ستقيم قواعد عسكرية دائمة'.
واكد المالكي 'ان حملة التشكيك التي تقودها بعض الجهات وبالتنسيق مع وسائل اعلامية سلبية حول عدم جاهزية قواتنا المسلحة، تعطي الضوء الاخضر للارهابيين للقيام باعمال ارهابية وتلحق ضررا فادحا بالمصلحة الوطنية العليا للبلاد، وان القوى السياسية وابناء الشعب مدعوون للثقة بقدرة القوات الامنية على تحمل المسؤولية'.
من جهته اشاد الرئيس جلال طالباني بالقوات الاميركية التي اطاحت بصدام حسين. وقال 'نعرب عن شكرنا وامتناننا لاصدقائنا من قوات التحالف الذين تحملوا الاعباء والاخطار وتكبدوا معنا خسائر بشرية ومادية، اثناء تخليص العراق من ابشع نظام استبدادي، ثم اثناء العمل المشترك في سبيل استتباب الامن ومن اجل اشاعة جو الاستقرار والطمأنينة'.
واعلنت الحكومة العراقية يوم 30 حزيران/يونيو، يوم عطلة بمناسبة انسحاب القوات الاميركية من المدن العراقية، ونظمت السلطات العراقية استعراضا عسكريا لقواتها الامنية الثلاثاء احتفالا بالانسحاب.
وحضر الاحتفال المالكي ووزراء الدفاع عبد القادر العبيدي والداخلية جواد البولاني والامن الوطني شيروان الوائلي وسفراء دول اجنبية وعربية بينهم سفيرا الولايات المتحدة وبريطانيا، بالاضافة الى قائد القوات الاميركية وعدد كبير من القادة العسكريين والامنيين العراقيين اضافة لبرلمانيين وشيوخ عشائر.
وقال المالكي في كلمة بثها تلفزيون العراقية الناطق باسم الحكومة 'نتطلع لتحقيق الاستحاق الاكبر في نهاية عام 2011، الذي سنشهد فيه الانسحاب النهائي للقوات الاجنبية من العراق'.
وجدد المالكي تمسكه بالاتفاقية الامنية، قائلا 'نؤكد ان اتفاق سحب القوات الاجنبية يسير وفق الجداول الزمنية المتفق عليها وان الحكومتين العراقية والاميركية ملتزمتان بالعمل المشترك والحرص على تنفيذ بنود الاتفاقية بدقة'.
وسادت اجواء الفرح في العراق احتفالا بالحدث. وقال الضابط في الشرطة ابراهيم المشهداني 'نحن سعيدون بتولي امن المدينة ونحن قادرون على تحمل المسؤولية كاملة'، مشيرا في الوقت نفسه الى ان الطرقات خالية من المارة لخوفهم من وقوع اعتداءات.
واثنت فرنسا الثلاثاء على انسحاب القوات الاميركية من المدن والبلدات العراقية، مؤكدة ثقتها في قدرة العراق على استعادة سيادته كاملة ولا سيما على الصعيد الامني.
وقال رومان نادال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية 'اننا نثق بقدرة العراقيين على استعادة سيادتهم ولا سيما على الصعيد الامني'، منددا ب'الاعمال الارهابية' التي يشهدها هذا البلد.
واضاف 'ان فرنسا ترحب بانسحاب القوات الاميركية من المدن العراقية الكبرى' معتبرا ان هذا الانسحاب يشكل 'محطة مهمة في استعادة العراق التدريجية لسيادته كاملة'.
وقال 'اننا نقف الى جانب السلطات العراقية لنرافقها على طريق تثبيت سلطة الدولة وجهودها من اجل تحقيق المصالحة الوطنية'.
واكد 'ان التعاون الذي نقيمه مع شركائنا العراقيين سواء على الصعيد العسكري او على صعيد الامن الداخلي، يندرج في هذا الاطار'.
وشهد العراق خلال الاسابيع الفائتة سلسلة هجمات اوقعت ما لا يقل عن 200 قتيل. واتهم المالكي التكفيرين والبعثيين بالوقوف وراء هذه الاعتداءات.
وكان عشرات الاف العراقيين نزلوا الاثنين الى حديقة الزوراء للاحتفال بالانسحاب الاميركي من مدنهم، وابدوا تعاونا كاملا مع القوات الامنية العراقية اثناء عبورهم ثلاثة حواجز تفتيش قبل دخولهم الى الحديقة حيث احتفلوا بالحدث على انغام اشهر الموسيقيين والمغنين العراقيين.
تعليقات