بحث ... 60 في المئة من موظفي المكاتب في لندن يفضلون مغادرتها إلى مدن ساحلية

منوعات

الآن - وكالات 514 مشاهدات 0


توصل بحث بريطاني إلى نتائج لافتة أشارت إلى أن عدداً من موظفي المكاتب في لندن يفكرون في مغادرة العاصمة والتوجه إلى مناطق ساحلية والتنعم بنوعية حياة أفضل.

وذكرت الدراسة أن وباء "كوفيد - 19" دفع بنحو 60 في المئة من هؤلاء إلى معاودة النظر في وضعهم المعيشي الراهن، بحيث وضع كثيرون أعينهم على الانتقال باتجاه المناطق الساحلية.

واتضح من خلال الدراسة أن "برايتون أند هوف" (الاسم الرسمي لمدينة برايتون الواقعة على الساحل الجنوبي لإنجلترا)، هي الوجهة الأكثر تفضيلاً للأفراد الراغبين في تغيير مكان إقامتهم، بحيث اعتبرها نحو 30 في المئة الخيار الأول لانتقالهم من أجل العيش فيها، فيما أكد شخص من كل خمسة (19 في المئة) أنه يرغب في السكن في منزل مُحاذٍ للشاطئ.

وفي المقابل، أظهر البحث أن مدينة مارغيت الساحلية في مقاطعة كنت و"تانبريدج ويلز" Tunbridge Wells في غرب كنت وديفون وكورنوال على الساحل الجنوبي الغربي، أثبتت جميعها أيضاً أنها تشكل مواقع جذب للموظفين العاملين في لندن سعياً إلى الهروب من الضباب الدخاني الذي يغطي المدينة.

البحث الذي أجري بتكليف من الموقع العقاري "ماشروم" Mashroom، أشار إلى أن 43 في المئة من هؤلاء العاملين يتطلعون إلى تحسين مستوى معيشتهم بتكلفة أقل، بحيث يضطر الذين جرى استطلاع رأيهم في الدراسة، إلى دفع ما معدله 1464 جنيهاً إسترلينياً (أي نحو 1874 دولاراً أميركياً) شهرياً لتكاليف الإقامة.

وتشمل الخيارات التي تصدرت الأولويات لدى موظفي العاصمة خلال فترة ما بعد وباء "كوفيد"، العيش بأسلوب حياة أكثر هدوءاً (43 في المئة)، والمكوث في مناطق ساحلية (42 في المئة)، والحياة في أماكن يمكنهم استنشاق هواء نقي فيها (41 في المئة).

ويؤكد آخرون أنهم يريدون تحقيق توازن أفضل بين عملهم وحياتهم (35 في المئة)، وأن يكونوا قادرين على فصل ذهنهم عن التفكير في العمل في نهاية دوامهم (31 في المئة).

الرئيس التنفيذي لشركة "ماشروم"، ستيبان دوبروفولسكي، أوضح أنه "مع انفتاح أرباب العمل على فكرة العمل من بُعد باعتبارها طريقة حياة جديدة، فإن الملايين من المستأجرين يعاودون النظر في أوضاعهم المعيشية".

وأضاف دوبروفولسكي أنه "ليس مستغرباً أن يتوق كثيرون إلى اللجوء إلى الساحل أو مناطق الريف، بعدما خفت بريق لندن خلال الأشهر الستة الأخيرة، سواء كان لجهة إغلاق المطاعم فيها والحانات وأماكن الترفيه، أو نتيجة معاودة تشغيل تلك الأماكن بسعة محدودة".

وتبين من خلال الدراسة أيضاً أن نحو 40 في المئة من الأشخاص الذين شملهم الاستطلاع، ينوون مغادرة العاصمة البريطانية إذا كان في إمكانهم تحمل تكلفة شراء عقار ذات مساحة حيوية من حوله. وقال أكثر من نصف عددهم إنه سيكون من الأسهل لهم تكوين أسرة خارج المدينة (54 في المئة)، في حين أن 56 في المئة منهم يشعرون بأنهم سيستمتعون بأسلوب حياة أكثر نشاطاً خارج لندن.

ويعتقد قرابة 41 في المئة أيضاً أن العيش في لندن لم يعد يشكل قيمة جيدة في مقابل المال الذي ينفقونه فيها.

واتضح للباحثين من خلال الدراسة أيضاً أنه نظراً إلى أن 85 في المئة من أولئك الذين جرى استطلاع رأيهم، يحضون أرباب عملهم على أن يكونوا أكثر تقبلاً لأن يقوموا بمهام وظيفتهم من بعد، فإن 65 في المئة منهم باتوا قادرين على تحقيق توازن أفضل بين العمل والحياة منذ أن أصبح العمل من المنزل بمثابة "الوضع الطبيعي الجديد" لملايين الأفراد.

ويمكن لنحو ثلاثة أرباع موظفي المكاتب (72 في المئة) العمل في الوقت الراهن من المنزل، مع ملازمة قرابة 34 في المئة المنزل خمسة أيام في الأسبوع.

وفي ما يتعلق بموضوع التنقل بين المنزل والمكتب، فقد تبين لدراسة شملت 500 موظف يسكنون في لندن تتفاوت أعمارهم بين 20 و60 عاماً، أجرتها شركة "وان بول" OnePoll (تُجري أبحاثاً تسويقية مبنية على استطلاعات، رأي وهي متخصصة في إجراء الاقتراع عبر الإنترنت والهاتف الجوال)، أن هؤلاء يمضون ما معدله 42 دقيقة في الانتقال إلى مكاتبهم ومنها، لكن 68 في المئة لن يتوانوا عن اقتناص أي فرصة للعيش خارج العاصمة في حال سمح لهم بالعمل من مقر سكنهم.

أما عن الوجهات الخارجية الدولية التي قد يسافر إليها موظفو المكاتب، فتصدرت مدينة نيويورك الأميركية الاهتمام الأول (10 في المئة)، تلتها العاصمة الهولندية أمستردام (8 في المئة) والعاصمة النيوزيلندية أوكلاند (8 في المئة).

ويقول الرئيس التنفيذي لشركة "ماشروم" ستيبان دوبروفولسكي معلقاً: "تشير أبحاثنا إلى تدفق سكان لندن على الأماكن التي تمتاز بجمال الطبيعة في المملكة المتحدة، الأمر الذي يشكل نزوحاً جماعياً عن العاصمة البريطانية".

وأنهى دوبروفولسكي حديثه بالإشارة إلى أن "مالكي المنازل خارج العاصمة يمكن أن يتهيأوا لفورة مزدهرة في القطاع العقاري، حيث إن الإسكان ميسر التكلفة من شأنه أن يُضفي مزيداً من المتعة على حياة الأفراد. أما مالكو المنازل في لندن فسيكون عليهم أن يضمنوا توفير قيمة تأجيرية مناسبة لقاء المال، لإغراء المستأجرين على البقاء في مسكنهم".

تعليقات

اكتب تعليقك