‫داهم القحطاني: العلاقات الخليجية ــ الخليجية يجب أن تتم حمايتها من عشرات الآلاف من الحسابات الحقيقية والوهمية التي اعتاشت طوال سنوات الأزمة على هذه الخلافات‬

زاوية الكتاب

كتب داهم القحطاني 290 مشاهدات 0


الأزمة الخليجية على وشك الانتهاء بعد ما نتج عن القمة الخليجية الأخيرة، التي عقدت في السعودية، ولله الحمد، من قرارات أسعدت كل الخليجيين، ومن أهمها فتح الحدود السعودية والإماراتية مع قطر.

لكن العلاقات الخليجية ــ الخليجية يجب أن تتم حمايتها من عشرات الآلاف من الحسابات الحقيقية والوهمية، التي اعتاشت طوال سنوات الأزمة على هذه الخلافات، وهي حسابات تديرها شركات مختصة، ومغردون لا يمكن أن يتخلوا عن الأموال السهلة التي كانوا يحصلون عليها لمجرد القيام بالسب والشتم وتزوير الحقائق.

نحن هنا لا نتحدث عن المغردين الذين ينتمون لدول الأزمة الخليجية، فهؤلاء بالنهاية مواطنون يريدون الدفاع عن بلدانهم وفق وجهات نظرهم، ولا نستطيع منعهم، ولكن يمكن التواصل معهم بالنصيحة، وضرورة تغليب المصلحة الخليجية العليا.

لكننا نتحدث عن حسابات مشبوهة تدير معظمها شركات ومغردون عرب، وكذلك مغردون خليجيون، بعضهم للأسف من الكويت، وكل هدف هؤلاء ليس الدفاع عن السعودية أو قطر أو الإمارات، إنما استغلال خلافات هذه الدول لتحقيق أكبر قدر من المال القذر.

دول الأزمة الخليجية قامت باستقطاب الكتّاب والمغردين للدفاع عن مواقفها السياسية، وتشويه مواقف الدول الأخرى، وعندما اشتد الخلاف الخليجي ــ الخليجي خرج الكل عن المألوف وتورطت هذه الحسابات ووسائل الإعلام في تغريدات قذرة وصفها أمير الكويت الراحل الشيخ صباح الأحمد بالواطية، وذلك خلال مؤتمر صحافي عقده مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب عام 2017.

الآن على دول الأزمة الخليجية تحمّل مسؤولياتها ومعالجة هذه الحسابات عبر التخلّص منها بشكل سريع حتى لا تؤثر هذه الحسابات على حالة المصالحة الخليجية الهشة.

هناك من يحاول تسطيح المسألة عبر القول إن العلاقات بين الدول لا تتأثر بتغريدات تويتر، والحقيقة أن واقع الحال يبين أن هناك مؤسسات متخصصة استطاعت عبر سنوات من التجارب تطوير نظم رصد ومتابعة جعلتها تستطيع نشر تغريدات معينة في ملايين الحسابات، وفي توقيتات الذروة، أي أن التغريدة التي تصلنا وتحمل موقفاً مشوهاً لدولة خليجية ضد أخرى، ونظن أنها مجرد تغريدة لن تؤثر، في حين انها تكون انتشرت عبر ملايين الحسابات، بل وقامت هذه المؤسسات بتوزيعها في حسابات الواتس أب.

المؤسسات المتخصصة في صناعة الذباب الإلكتروني، والذباب الإلكتروني المستقل، وبعض المغردين والكتّاب الذين استفادوا مالياً من الأزمة الخليجية لن يتخلوا بسهولة عن عملهم، وسيحاولون استغلال معلوماتهم لإثارة الخلافات الخليجية مرة أخرى لكي يعود لهم التمويل مرة أخرى.

لهذا كله ندعو من صنع هذا الذباب أو استعمله بسرعة القضاء عليه ليسكت طنينه للأبد.

تعليقات

اكتب تعليقك