‫تركي العازمي: نعم نستطيع الإصلاح عن طريق الاستعانة بأهل الشرف من أصحاب الدرجة العلمية المميزة والخبرة فالاستعانة بأهل الشرف أنقذ دولاً كثيرة من الانهيار في وقت متسارع الأحداث‬

زاوية الكتاب

كتب د.تركي العازمي 643 مشاهدات 0


على المستوى التنموي (تعليم، صحّة، اقتصاد، مشاريع... إلخ) بالإضافة إلى الاجتماعي والإعلامي والثقافي، أرى الوضع مغلفاً بمؤثرات إمّا سياسية وإمّا منفعية.... هذا ما توصّلت إليه من متابعة وممارسة خلال عقدين من الزمان... وحينما أنهيت الحديث قال صاحبي:... يعني شنو؟

قلت:.... تراها خربت وفرطت لأننا دمّرنا التعليم وأسأنا إلى منظومتنا الإدارية، والاجتماعية والقيمية، عبر تعزيز الواسطة في كل شيء، ولك أن تتخيّل التمايز في القرارات والأحكام وغيرها، وأبسّطها خذ عندك: طلبة خريجي الجامعة تخصّص تاريخ لم يجدوا لهم وظائف منذ سنتين تقريباً، حملة الشهادة الجامعية من ضباط في الجيش يحرمون من دورة ضباط، بينما وزير الداخلية - وهو المكلّف - يبشّر إخوانهم في الداخلية بتوفير دورة لهم، أما وزارة الصحة فتحتاج إلى أن نختار أطباء ثقات يبحثون في ملفّاتها عن أدوية وإجراءات وعقود... والأغرب أن الصندوق السيادي منذ قرابة عقدين، وهو ثابت على القيمة نفسها، وقروض تمنح ولا تسدّد أقساطها، بينما غالبية المجتمع خصوصاً المتقاعدين منهم يعانون الأمرين من القروض وفوائدها الفاحشة، ناهيك عن توزيع الأراضي من مزارع وجواخير.

فإمّا عقولنا تعرّضت للوثة أو ارتجاج فكري، نتج عنه مسح كل المعلومات من معرفة وخبرة وثقافة، وإمّا أنها سليمة لكن من يدير شؤون مؤسساتنا يحتاج إلى إزاحة فورية.

لم أكتب مقال «الانهيار... سيحصل» من فراغ، إنما استنتاج من المعطيات والممارسات.

لك حقّ، وقعت عليك مظلمة، تريد الإبلاغ عن واقعة فساد، يقال لك: «روح بلّط البحر»... فما هو الحل؟ وهل هناك مجال للإصلاح ومكافحة الفساد بشكل عادل وسريع؟

الإجابة... نعم ممكن إذا صلحت النوايا والأنفس، وتجرّد المعنيون بالأمر من مصالحهم، فلا يمكن للإصلاح أن يكون في وجود تضارب مصالح أو أنفس تحمل حقداً أو شعوراً بأنها خارج نطاق المحاسبة، وأن القانون أو أي إجراء لها حق الاستثناء منه.

الزبدة:

الكل من دون استثناء - وأكرر من دون استثناء - قد علم ما يدور خلف الكواليس، ورأى كيف أن الظلم وقع وأن القانون يطبّق على «المشتهى»، تأكيداً لما ذكره قيادي سابق «اللي نبيه نييبه... وابلع العافية» في لقاء تلفزيوني!

نعم، نستطيع الإصلاح عن طريق الاستعانة بأهل الشرف، من أصحاب الدرجة العلمية المميزة والخبرة، ويكون قد تقلّد منصباً قيادياً - لو مديراً - مع حسن سيرة وسلوك.

فالاستعانة بأهل الشرف أنقذ دولاً كثيرة من الانهيار في وقت متسارع الأحداث، في حين رأينا دولاً سارت على نهج سوء الاختيار، وقرّبت من يتقنون «طأطأة الرأس» وطبّقت «مزمار الحي لا يطرب»، ثم حصدت الانهيار.

فبمجرد تكوين فريق استشاري مصغّر من أهل الشرف، يتبع صاحب القرار، وإعادة الأموال المنهوبة عبر أحكام عادلة، نستطيع القول إن الإصلاح ممكن... الله المستعان.

تعليقات

اكتب تعليقك