‫داهم القحطاني: الحكومة وكأنها تقول للشعب الذي يحاسبها عبر صناديق الاقتراع على قصورها التنموي وعلى ضعفها أمام شيوخ وحيتان الفساد «ادفع أيها الشعب المستاء والمرتاح ثمن أخطائنا»‬

زاوية الكتاب

كتب داهم القحطاني 593 مشاهدات 0


منذ سنوات طويلة والحكومات الكويتية المتعاقبة التي يُعين فيها رئيس الوزراء من دون موافقة مسبقة من البرلمان، وهي تتخذ نهجا ثابتا في الإدارة الحكومية؛ فهي في وقت الرخاء تصرف وببذخ من دون خطط مالية محكمة، أما في وقت الشدة فتذهب فورا إلى جيوب المواطنين فتقلص من الحقوق والخدمات أو تزيد من الرسوم وتقترح فرض الضرائب. الحكومة الحالية قدمت برنامج عملها إلى مجلس الأمة وتضمن البرنامج في جانبه الموضوعي اعترافا بوجود قصور كبير في المؤشرات المتعلقة بالتنمية، والتعليم، وكفاءة الأداء، وغير ذلك من أوجه القصور.

هذا الاعتراف الحكومي بوجود هذا القصور الكبير لو كان تم قبل عشر سنوات لاعتبرت الحكومة شجاعة وشفافة ولنظر معظم الكويتيين لها باعجاب وكأنها إحدى الحكومات الاسكندنافية، لكن ومع استمرار التردي في الأداء الحكومي في ما يتعلق بالقضايا الرئيسية ومن أهمها جودة التعليم، لم يهتم أحد بهذا الاعتراف وذلك لأن المواطنين يلمسون هذا التردي على أرض الواقع ويعانون منه منذ سنوات طويلة، وكانوا يشتكون منه علنا في الوقت الذي كان فيه مسؤولو الحكومة يعيشون حالة غريبة من الإنكار، وكانوا يعلقون دوما بطريقة الأفلام العربية «كله تمام يا افندم».

الجديد في الطرح الحكومي، وبعد قيام مسؤولي الحكومة بطرح المشاكل التي تعاني منها الكويت بطريقة صريحة توحي بأن الحكومة بريئة من التسبب في تفاقم هذه المشاكل، وكأنما هي حكومة الاتحاد السويسري وليست الحكومة التي تعمدت تعطيل مجلس الأمة لأشهر، تأتي حكومتنا فتعلن الحل على طريقة أرخميدس الشهيرة «وجدتها.. وجدتها».

لننظر ماذا وجدت الحكومة من حل سينقذ الكويت من كل مشاكلها.

الحل الذي بشرت به حكومة صباح الخالد يقوم على ترديد عبارات منمقة عن الإصلاحات الحكومية والاقتصادية والمؤسسية، نعرف جميعا بأن معظم الوزراء ربما لم يساهموا فيها وربما لم يقرأوها، وأنها مجرد كلام مصفف يؤتى به من الأمانة العامة للتخطيط التي تعمل بنظرية «الكويت غير»، وهي نظرية أطلقها الأمين العام في لقاء تلفزيوني شهير حين كرر باجابات عدة عن سبب عدم تنفيذ الخطط العامة بأن «الكويت غير». 

الديباجة الحكومية هذه إن قرأها رئيس الوزراء صباح الخالد في مجلس الأمة في شهر رمضان لربما اضطر لأن يفطر بسبب ما فيها من تكرار وتفخيم ومفردات مستعملة من شأنها أن تنشف «ريق» الشعب الكويتي بأكمله.

الحكومة التي ضيعت الاحتياطي العام للدولة، ولم تستفد من الفوائض النفطية العائلة طوال العقد الماضي تريد أن تجعل من جيوب المواطنين مصدرا جديدا لمنافذ الهدر الحكومي، وكأنها تقول للشعب الذي يحاسبها عبر صناديق الاقتراع على قصورها التنموي وعلى ضعفها أمام شيوخ وحيتان الفساد «ادفع أيها الشعب المستاء والمرتاح ثمن أخطائنا».

تعليقات

اكتب تعليقك