د.موضي الحمود: محطات تنشد التغيير.. أمننا.. أقمارنا.. خليجنا

زاوية الكتاب

كتب د. موضي الحمود 1009 مشاهدات 0


أمننا الهش
لتسمح لي الزميلة العزيزة سعاد المعجل أن أستعير عنوان مقالها المنشور في القبس الأحد الماضي عنواناً لمحطتي الأولى، كما أستذكر بعضاً من مقالة سابقة لي نُشرت في القبس بتاريخ 03ـــ‏05ـــ‏2014 حول موضوع الأمن*، إلاّ أن هذا الموضوع القديم يتجدد اليوم حيث نعاني مما يمر في ساحتنا من مظاهر اختلال الأمن بشكل لم نعتد عليه.

جميل أن يواسي وزير الداخلية الأهل المفجوعين بمقتل ابنهم، وأن يزور المصابين في مستشفياتهم وهذا حس إنساني جميل، ولكنه لن يوقف ما نراه من انفلات الأمن وانتشار العنف الدموي.. فلم تعد الجريمة مستترة، ولا أن يخشى من يرتكبها انفضاح أمره بل أصبح الاعتداء شاهراً ظاهراً في وضح النهار وبين خلق الله. لا يكفي هنا التعذر بالأسباب التي يتم ترديدها دائماً كالضغط النفسي وتعطل فرص العمل وزيادة تداول المخدرات وسهولة الحصول عليها وغيرها من أسباب.

فمدينتنا ليست استثناءً، وهناك كثير من الدول والمدن مرت بفترات مماثلة، ولكن الإرادة القوية لتغيير الوضع والإدارة الحكيمة تعاملت معه بحزم وكفاءة، وكما ذكرت في مقالتي السابقة تحولت مدينة نيويورك، التي كانت معقلًا للجريمة، بتضافر وتحالف جهود رئيس الشرطة «وليام برايتون» ورئيس بلدياتها «جولياني» وفي أقل من عامين، إلى واحدة من أكثر المدن أماناً واجتذاباً للسياحة العالمية**، كما تحول شارع 14 في مدينة واشنطن دي سي إلى أجمل الشوارع، وأكثرها أماناً بعد أن كان يعج بالجريمة ومسرحاً للعنف.. كما ازدهرت وهدأت مدن كيب تاون وبورت إليزابيث في جنوب أفريقيا، بعد حقبة طويلة من مسلسل العنف والجريمة.. تم كل ذلك بجهود محافظي هذه المدن ورؤساء شرطتها.

الأمثلة كثيرة، ولكن عنوانها واحد يتمثل في الإدارة والحزم وتطبيق القانون، وحتى يتحقق ذلك لنا سيبقى الخوف والوجل يسكنان نفوسنا وعلى أحبائنا، عسى ألا يتعرضوا للأذى والعنف بسبب «خزة» أو سباق على موقف للسيارة كما يحدث اليوم!!

أقمارنا الكويتية

جميل أن ترتبط المبادرة بالعلم والتكنولوجيا، والأجمل أن يسعى شبابنا بجهودهم الشخصية أو الرسمية لتحقيق ذلك، ويبهرنا خبر إنجاز علمي يحققه أبناء الكويت.. ذلك كان شعورنا بالتفاؤل ونحن نتابع إطلاق أول قمر صناعي كويتي بجهد شخصي للدكتور بسام الفيلي من قاعدة «كيب كانافيرال» بولاية فلوريدا الأميريكية خلال الأسبوع الفائت.. بارك الله هذه الجهود المخلصة والمبدعة.

أشقاؤنا في الخليج

نفتخر نحن أبناء الخليج بتلك المنظومة الخليجية الصامدة وسط الأجواء السياسية العاصفة والصراع الدامي في أغلب دول المنطقة.. ويقلقنا أي خلاف أو اشتباك إعلامي أو اقتصادي أو سياسي بين أطراف هذا المجلس.. أزمة مرت بسلام بين قطر وأشقائها وأيّ سحابة صيف أخرى ستمر إن شاء الله بسلام.. ودعوة لجميع أبناء الخليج خاصةً النشطاء في وسائل التواصل والإعلام أن نكون وسطاء خير ودعاة وئام وسلام. فالأزمات تتشكل ولكنها ستجد طريقها للحل إن صلحت النوايا وبُذِل الجهد.. فليكن دعاؤنا للجميع بأن يكون القادم عيد الإسلام والسلام بين الأشقاء.. اللهم آمين.

* المصدر: جريدة القبس، مايو ٢٠١٤، بعنوان: الأمن.. ثم الأمن.. والأمان.

** قراءة في كتاب «قيادة التغيير» ترجمة داوود سليمان القرنة نشر من قبل Harvard Business Review.

تعليقات

اكتب تعليقك