د.ليلى السبعان: «العفو».. في بلد التسامح والسلام

زاوية الكتاب

كتب د.ليلى السبعان 348 مشاهدات 0


لنا كل الحق في أن نفتخر، ونقدر كل التقدير حكمة صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد - حفظه الله ورعاه - حينما أمر بأن يكون للسلطة القضائية الدور الأساسي في مسألة (العفو)، بالتعاون مع السلطتين التشريعية والتنفيذية، وهذا الأمر منصوص عليه في دستور الكويت، من خلال الفصل بين السلطات، مع ضرورة التعاون فيما بينها من أجل المصلحة العامة.

إن هذا المنهج الحكيم الوطني، الذي يعطي كل ذي حق حقه، مع معاقبة المسيء، في حدود ما ينص عليه القوانين المعمول بها في الكويت، وتحت مظلة القضاء الكويتي النزيه، يشي بأننا، نمضي قدما في المسار الديموقراطي السليم، وهو المسار نفسه، الذي نشأت عليه الكويت منذ القدم، والتزم به الأجداد والآباء، وها نحن على الخطى سائرون.

إننا نفخر ونعتز بسلطات بلادنا القضائية والتنفيذية والتشريعية، كما نفخر بقيادتنا الحكيمة، حيث إن كل ما يصدر منها، يصب في مصلحة الوطن والمواطنين.

كما أنني أشيد بما توصل إليه المعنيون في مسألة «العفو» من إجراءات مهمة، مثل التأني في إصدار القرارات، وعدم الرضوخ لأي تدخلات لمتنفذين، حيث إن الحكم سيصدر من الجهات القضائية النزيهة، من دون تدخل لأي أحد أو جهة.

لقد تابعت موضوع العفو، وما كان يحيط به من ملابسات وتحولات، وكنت أتخوف منه بصفته ملفا بحاجة إلى دراسة وتأن، فجاء القرار السامي من الأمير، ليحول تخوفي إلى طمأنينة وراحة، حيث إن الموضوع برمته بين أياد أمينة، وسيأخذ كل ذي حق حقه، في حدود المنصوص عليه في القوانين، التي تنظم هذه المسألة.

ومن المؤكد أن العفو والتسامح والود، من أهم الصفات التي جبل عليها الكويتيون قديما وحديثا، وبالتالي تأسس المزاج الكويتي الخالص، الذي لا يجنح إلى النزعات العدوانية أو الانتقام، فهي نزعة متفردة، يشهد على تميزها الجميع، وهذا الأمر يكشف ما يتمتع به الكويتيون على مر الأزمان من حب الخير والسعي فيه، ومقابلة الإساءة بالحسنة، فديننا الإسلامي بتعاليمه متغلغل في النفوس الكويتية، وهو ما يدفعها إلى أن تكون قريبة من الحب، والكلمة الطيبة، والسعي الحثيث إلى كل ما من شأنه أن يقرب وجهات النظر، ولا يجعلها تتنافر عن بعضها.

إن كل المواطنين المخلصين، يحيون هذا المنهج الذي اتبعه صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد في مسألة (العفو)، وما يتضمنه من سعي نحو المصالحة الوطنية، وإبراز دور القضاء في هذه الأمور الحساسة، كي لا يندفع البعض في اتجاهات لا نرغبها، ولإغلاق الأبواب في وجه كل من يتربص بالكويت ولا يريد مصلحتها.

وختاما، ندعو الله أن تكلل هذه المبادرات الطيبة بالنجاح، لما فيه مصلحة البلاد والعباد، وأن نرى الكويت وأهلها في طمأنينة وسلام، اللهم احفظ بلدنا من كل مكروه وبارك لنا فيه.

تعليقات

اكتب تعليقك