عادل نايف المزعل: اختيار الحكومة الجديدة

زاوية الكتاب

كتب عادل المزعل 484 مشاهدات 0


استقالت الحكومة ومازلنا ننتظر أن تطل علينا الوزارة الجديدة وبانتظار تكليف صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد لرئيس الحكومة الجديدة، وحتى لا ندور بحركة مفرغة وإلى نقطة الصفر التي تلازمنا وتلازم عملنا السياسي وعلى كل الأصعدة من اقتصاد وتنمية نتساءل أي وزير نريد؟

من الوزير الذي يصلح للمرحلة المقبلة، وكيف نختار وزراء يؤدون ما عليهم ويصلحون حال بلدنا الكويت ويحلون مشاكل الجماهير العريضة التي وصلت إلى حالة الملل، لا نريد وزيرا طائفيا يبث بذور الفتنة ويعمقها، نريد وزيرا كويتيا لحما ودما وفكرا وعملا، لا نريد وزيرا انتماؤه للقبيلة تشكل كل قناعاته وتحرك كوامنه ومنها تخرج قراراته وإليها تصب نتائجه، نريد وزيرا مختصا خبيرا بشؤون وزارته، تجرد في مناصبها وتنقل بين غرفها يعرف كل صغيرة وكبيرة فيها، لا نريد وزيرا يبحث عن الفضائيات ويحرص على الأحاديث الصحافية والظهور في كل مناسبة وبغير مناسبة، نريد وزيرا قليل الكلام كثير العمل، نريد وزيرا طاهر اليد واللسان، سئمنا من الألفاظ التي تخدش أسماعنا وتسيء إلى كل كويتي نظيف، لا نريد وزيرا يخشى مجلس الأمة وترتعد فرائصه عند تلويح أي نائب بمناسبة وبدون مناسبة باستجوابه أو سؤاله.

نريد وزيرا يسارع إلى تقديم إقرار ذمته المالية بعد أن يحلف اليمين ويعد نفسه لأن يطبق عليه قانون «من أين لك هذا؟» فلقد سئمنا من الخوض في الذمم المالية لمسؤولينا تحت شعار حماية المال العام والتربح والعمولات وما إلى ذلك، فطهارة اليد والشفافية يجب أن تحكم وزراءنا في المرحلة المقبلة، ويجب أن تنتهي المحاصصة في اختيار الوزراء والمجاملة للطوائف والقبائل، فمصلحة الكويت هي الأهم وهي التي ينبغي أن نحرص عليها ونسعى إلى ترسيخها وتعميقها، لقد ضاعت أيامنا هباء منثورا، ونحن نلتمس طريقا للتنمية، ولحل مشاكلنا ضاعت أيام ونحن نخرج من استجواب إلى آخر، لقد سئم شعب الكويت من الديموقراطية ودعاتها ورجال المشاكل ودعاتها تحت مسميات شتى من صنع خيالاتهم المريضة، ولقد آن الأوان أن ننفض عنا غبار السنين ونحسن اختيار رجال المرحلة المقبلة، حتى نعيد للكويت مكانتها ونثبت أقدام الكويت في مواجهة الهجمة الشرسة من أعدائها الذين يسعون إلى تفكيكها بالفتن والمؤامرات.

نريد حكومة قوية قد أحسنوا اختيار وزرائها لتمضي بالكويت قدما وتشق طريقها بكل ثقة واطمئنان، نريد رجالا صدقوا ما عاهدوا الله والوطن عليه عمية عن الشر أعينهم، بطيئة إلى الباطل ارجلهم، يصلون الليل بالنهار وهم طاهرو اليد واللسان من اجل كويتنا الحبيبة الغالية، هذا ما نريده، فهل يتحقق هذا الحلم؟!

قال الشاعر:

ابني الكويت العاملين تكاتفوا **

وتساندوا كتساند البيان

هيا اغنموا فرص الحياة**

فانها لغير الساهر اليقظان.

اللهم احفظ بلدي الكويت وأميرها وشعبها والمخلصين عليها من كل مكروه، ونسأله سبحانه أن تزول هذه الغمة وهذا الداء وترجع الأمور كما كانت في جميع دول العالم. اللهم آمين.

تعليقات

اكتب تعليقك