طارق بورسلي: 30 عاماً.. على إطفاء آبارنا

زاوية الكتاب

كتب طارق بورسلي 1380 مشاهدات 0


تمر علينا الذكرى الثلاثين لإطفاء آخر بئر نفط كويتية أحرقتها قوات الغزو العراقي على الكويت 1991، وتعتبر هذه الانتهاكات الصارخة ضد مقدرات وطننا الحبيب من سلسلة الجرائم والانتهاكات التي عاث بها فسادا جلاوزة النظام العراقي آنذاك.

وقد استمرت عملية إطفاء الآبار ثمانية شهور متواصلة، كانت سماء الكويت ليلا لا شمس تشرق علينا، ويعتبر حريق الآبار الكويتية التي أشعلتها القوات العراقية قبيل خروجها من أكبر الجرائم بحق الشعوب في تاريخ العالم الحديث، وقد عادت الصورة في ذهني.. كيف أن شعبنا الكويتي والمقيمين في تلك الحقبة قد أصيبوا بأمراض خطيرة تنفسية وجسدية جراء هذه الجريمة بحق البشرية والبيئة، ومازالت الكويت متضررة جراء الانتهاك البشري الذي لحق بمن كانوا على أرض هذا الوطن صامدين وممن عادوا إليها، لينهضوا بالبلاد بعد الخراب والدمار.

لقد تكاتفت جهود الشعب الكويتي وطواقم الإطفائيين الشرفاء، وإنني لأثني على جهودهم وأدعو لفريق الإطفائيين الذين جاهدوا لحفظ مقدرات البلاد والعباد بالعمر المديد والصحة والعافية، فإنهم فخرنا، وأدعو بالشفاء لمن هم من المرضى ومنهم أخونا «محمد البناي»، كما أترحم على من غادرونا من هذا الفريق وكنت قد قرأت عبر التواصل الاجتماعي أسماءهم مثل المرحوم حمود خيران الحربي، والمرحوم رياض محمد النوري، والمرحوم يعقوب حسن عبدلله، رحمهم الله تعالى.

أما عن المناسبة، التي وإن تجاوزناها، فإن على الدولة أن تبرز هذه المناسبة سنويا بتوسع، وأن تهتم وزارة الإعلام والقنوات الخاصة بمثل هذا الحدث التاريخي الوطني، وأن تحفر أسماء هذا الفريق في تاريخ الكويت للأجيال القادمة.

وكمواطن وكاتب كويتي أشكر المرأة الكويتية التي شاركت في الفريق ودورها بارز إلى جانب أخيها المواطن، وكان عددهم 46 إطفائيا بينهم المهندسة الكويتية سارة أكبر، أحد الرموز التي نعتز بما قامت به مع الطاقم الإطفائي لآخر بئر مشتعلة.

كما أشكر جهود الأمم المتحدة التي مازالت تقوم وشركة نفط الكويت بالعمل على تأهيل البحيرات النفطية وإيجاد السبل لإعادتها إلى سابق عهدها ومعالجة التربة وتأهيل البيئة الكويتية بالتعاون ضمن برنامج KERP الأممي، ليبقي في الذاكرة أننا اليوم في 6 نوفمبر 2021 قد شهدنا 30 عاما على إطفاء آبارنا، إنها مناسبة لن ينساها التاريخ المعاصر ولا الشعب الكويتي الأصيل.

تعليقات

اكتب تعليقك