علي البغلي: يا فرحة ما تمت!

زاوية الكتاب

كتب علي البغلي 465 مشاهدات 0


سعدنا كثيرا قبل تشكيل الوزارة (الهزيلة) الحالية بشجاعة وزير دفاعنا الشيخ حمد جابر العلي الصباح، عندما أبدى استعداده لصعود المنصة للرد على استجواب «ماصخ» وجهه له أحد النواب، الذين بلينا أنفسنا والكويت بهم يوم 5 ديسمبر 2020، وقلنا هذا الشبل من ذاك الاسد. فالشيخ حمد ابن المغفور له الشيخ جابر العلي، الذي شهدنا في أيام وسنوات تبوُّئه لكرسي وزارة الاعلام شجاعة وتقدما وابداعا فنيا بصحافتنا وإعلامنا وحفلاتنا الفنية، الأمر الذي انقرض بعد تركه لمقعد تلك الوزارة الحساس. 

وتأكدت لنا شجاعة وزير دفاعنا الدبلوماسي الشاب حمد جابر العلي، عندما أعلن عن اعتزام وزارته (الدفاع) قبول دفعة من فتيات الكويت في بعض الوظائف العسكرية لوزارة الدفاع. 

لكن سرعان ما انبرى جنود «ظلام غياهب التاريخ» لذلك القرار، فخرجوا لنا من ظلامهم التاريخي الدامس وعقولهم التي تربت وعاشت على صيحة «للخلف در»!! التي أصبحنا نرتع بها. فبعد أن كنا جوهرة ونجمة الخليج، أصبحنا بالنسبة للدول الشقيقة الجارة «غيمة الخليج حالكة السواد» بفضل العقول ذات الافكار التي هجرها الزمن لنحتضنها نحن بفضل تخاذل حكوماتنا في مواجهة ذلك الفكر الحالك السواد.. ذلك أننا عايشنا الزمن الجميل وكنا متعايشين ككويتيين بالتأسيس (أي من تواجد في الكويت هو أو أصوله قبل 1920) وكويتيين بالتجنيس، ولم تكن هذه الأفكار المتشددة جزءا من نسيجنا الاجتماعي. 

*** 

نرجع لقرار توظيف الفتيات الكويتيات بالسلك العسكري، وهو قرار تتخذه مخلوقة عاقلة راشدة، وافق عليه والدها أو ولي أمرها من اخوان وغيرهم، أو زوجها المسؤول عنها شرعا، فما دخل الآخرين بقرار شخصي؟! وما دخل هيئة الفتوى التابعة لوزارة الاوقاف التي مُلئت بهذه الاشكال بهذا القرار العائلي الشخصي، ونحن والجميع يعرف ان ادارات تلك الوزارة ومنذ سنوات، ومنذ أن تمت تولية أمورها للأصوليين من (اخوان وسلف) وهي تقطر تنفيعا لمن ينتمي الى فكرهم الذي عفا عليه الزمن. 

وإذا كان وزير دفاعنا الشجاع السابق و(الحالي) ان شاء الله يخشى على نفسه من زعيق وصراخ هؤلاء خارج وداخل المجلس بالاستجوابات وغيره، فنبشره وهو يعلم أن كثيرا من ممثلي هؤلاء في المجلس من فئة «الحي يقلب» كما رأينا كثيرا منهم، كما أن بعضهم من فئة «ادهنوا سيروا يسيروا» وهي تتعامل مع الجهات الحكومية بردا وسلاما، فبمجرد اغلاق الحنفية عليهم سيعودون للصراط المستقيم. 

ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.

تعليقات

اكتب تعليقك