الجفول: المارد الذي اختطف أمي
الأدب الشعبيالجفول يناير 23, 2022, 2:19 م 1609 مشاهدات 0
المارد الذي اختطف أمي
تبكيها الجفول :
أن تكون طفلاً لم تتجاوز عامك العاشر ويختطف الموت ذلك المارد الجبار والدتك من بين أحضانك أمر صعب جدا.
أن تستيقظ تبحث عنها في جنبات ،يمه، يمه - بصوت متحشرج يملؤه اليأس ،معلناً حالة استنفار قصوى للبكاء ، أن يتردد صدو صوتك ولا أحد يرد، أن تفتح دولاب ملابسها وتدفن رأسك بين "ملافعها" تضمها إلى صدرك ، لتجد رائحتها عالقة بها ، هو حزن لايحتمل.
أن تطل برأسك الصغير على الدور الأرضي وتجد نساء متشحاتٍ بالسواد.. إحداهن ترمقك بعطف، تشير إلى الأخريات: اذهبن بعيداً حتى نفرغ غرفة المرحومة من مقتنياتها ، إنه موقف لايُحتمل.. أن تصرخ رافضاً أن يأخذن مقتنيات والدتك، وتتشبث "بالملفع" تضمه إلى صدرك، أن يقدمن لك المغريات"حلوى ولعب" لتتركه.. أن تبكي حتى يختفي صوتك، ولم يعد لديك قدرة على البكاء وتبقى التنهيدة فقط:
وين أمي؟
هالسؤال ياما سألته
لكل من يمي
كنت طفلة ابحث
بعين اللي حولي
وين أمي؟
وين مصدر هالسعاده
هالسؤال يبغي إفاده
من عقب عينك يايمه
آخذ الملفع واضمه
قالوا ترجع بعد يوم
وانتظر كل ساعات النهار
وأترقب
ينفتح باب وتجيني
وتطبع القبله جبيني
وما يئست وانتظرت
لين اخذني النعاس
وجتني امي
وانتهى خوفي وهمي
واضحكت لي
صوتها يْجلجل براسي
وانتهى مني عماسي
احتضنها بكل مافيني
بقوه
واتشبث في يديها
وارمي بْراسي عليها
.. وفجأة قعدني عويل
يتبع الونه بويل
وشفت مجموعة حريم
واستعذت من الرجيم
وقلت الطف يارحيم
لابساتٍ هالسواد
ومادريت انه حداد
واسأل الناس اللي حولي
وين أمي؟
وين أمي
* الجفول كاتبة وشاعرة كويتية مبدعة لها مشاركات عديدة في صفحات الشعر الشعبي في الصحف الكويتية .
تعليقات