مشاري المطرقّة: سابقة جديدة على الكويت

زاوية الكتاب

كتب مشاري المطرقة 486 مشاهدات 0


توقفت مثل الكثيرين أمام خبر استقالة وزير التربية والتعليم علي المضف استشعاراً للحرج السياسي الذي أوقعه فيه موقف النائبين مهلهل المضف وعبدالله المضف بتأييدهما المبكر طلب طرح الثقة بنائب رئيس الوزراء وزير الدفاع الشيخ حمد جابر العلي الذي خضع لاستجواب الأسبوع الماضي قدمه عضو مجلس الأمة حمدان العازمي، فنحن كثيراً ما نرى وزراء يستقيلون بعد فشلهم في مواجهة استجوابات نواب مجلس الأمة، أو بسبب تخلي الحكومة عنهم وعدم مساندتهم، ولكن استقالة الوزراء بسبب الحرج السياسي يعد سابقة جديدة على الحياة السياسية الكويتية على حد معلوماتي.

وبغض النظر عن صحة ما يتردد عن استقالة وزير التربية بسبب الحرج السياسي فإن هذا التوجه غير مقبول ويجب على رئيس الوزراء أن يرفض هذه النوعية من الاستقالات التي تحاول أن ترسخ في مجتمعنا مفاهيم مغلوطة تزعم أن الوزير مسؤول عن أعمال وأخطاء غيره، حتى لو كانوا من أقرب أقاربه، خصوصاً أن ديننا الإسلامي الحنيف يرفض مثل هذه الأفكار، حيث يقول المولى عز وجل: "وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى"، وكذلك المنطق والعقل لا يقبلان أن يتحمل شخص خطأ شخص آخر طالما لم يشارك في ارتكابه أو يساعد في القيام به أو يروج له.

فنحن هنا لا ندافع عن وزير التربية أو نطالبه بالعدول عن استقالته، ولكن لا نريد أن تدار الحياة السياسية في الكويت بالعواطف والمشاعر إنما بالقواعد والأسس الصحيحة التي يتعامل بها العالم المتقدم، وأن يكون المسؤول في منأى عن تصرفات الآخرين مهما كانت صلة القرابة بهم طالما لا يتبنى آراءهم ولا يصف في معسكرهم، كما أننا نريد أن تكون الكويت دولة ديموقراطية حقيقية تتسع لكل الآراء مهما كان اتفاقنا أو اختلافنا معها، فلا عيب أن يكون للوزير رأي ويكون لأبناء عمومته رأي آخر طالما الجميع يريد مصلحة الوطن والمواطنين. 

وإذا كانت استقالة وزير التربية بسبب الحرج السياسي قد أثارت الجدل بين الكويتيين فإنها فتحت الباب أمام الكثيرين ليعلنوا تمنياتهم بأن يتبع المسؤولون المقصرون في أعمالهم في مختلف الوزارات والهيئات سياسة الاستقالة نفسها بسبب الحرج، ولتكن أسبابهم في هذا الحرج الإهمال والفساد وعدم القدرة على الإدارة والتطوير، فهذه الاستقالات سيتم الترحيب بها وقبولها فوراً من المواطنين لأنها ستخدم الكويت، وستمنح الفرصة لإصلاح ما يمكن إصلاحه، فالكويت يجب أن تكون هي محور الاهتمام والعمل وتغلب مصالحها على كل المصالح والاعتبارات الشخصية والعائلية، فهي تستحق منا الكثير.

المصدر: الجريدة

تعليقات

اكتب تعليقك