علي البغلي: ومن يتهيب صعود الجبال.. يعِش أبد الدهر بين الحفر!

زاوية الكتاب

كتب علي البغلي 254 مشاهدات 0


أنا ومئات الآلاف من الشعب الكويتي نعتقد أن حكوماتنا ومجالسنا النيابية مؤخرا، اختارت لنا العيش بين الحفر؟ لانها بلا قرار حاسم تخاف صعود الجبال!!.. وإلا ما هذا التراجع على كل الاصعدة؟!! مقارنة، لا بالدول الشقيقة وعلى رأسها الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية ودولة الامارات ومملكة البحرين وسلطنة عمان، بل أصبحنا متراجعين قياسا بالدول التي يعرف ويقر القاصي والداني أنها دول متراجعة كسويسرا الشرق الاوسط سابقا لبنان؟!!.. فها نحن نرى نتيجة الانتخابات المؤخرة هناك ليست في مصلحة من أرجعها عقودا للوراء ـ وسام أهلها ذوي الدخل المحدود والمتوسط مُر العذاب معيشياً؟!! 

أحد الأصدقاء من عشاق لبنان يقول لي انه في الاسبوع الماضي أقيمت في سوق «جونية» المسيحية القديم، مسيرة راكضة لكبار السن الذين قضوا السنين والشهور الفائتة وهم لا يغادرون منازلهم، فأصيبوا بالأمراض وزادت عليهم أمراض المرضى من كبار السن لقلة الحركة.. 

في الكويت.. درة الخليج سابقا يكون لنا بالصدفة أو بقدرة قادر ما تبقى لنا من تراث الاباء والأجداد، وهو سوق المباركية الذي حصل فيه حريق بصورة متكررة حوالي مرتين بالشهر!! وقد رأينا كثيرا من مسؤولي بلدية الكويت ومجلسها ووزارة تجارتها من أصحاب الوجوه «الوَدْرَه» مؤخرا يزورون ذلك السوق الضحية لإهمالهم وتجاهلهم الذي ترك «القرعة ترعى» فيه وأغلق حتى الحمامات العمومية بذلك السوق، وهم – أي المسؤولون – يعلمون أن أغلبية رواد ذلك السوق من كبار السن والأطفال هم أكثر من يحتاج لقضاء حاجته الجسدية في حماماتهم الخرندعية؟!! 

*** 

دلائل عيشنا بين الحفر بفضل قرارات حكوماتنا اللارشيدة، ولا رقابة ولا تشريع لمجالسنا النيابية مؤخرا وضح في حادثة تعلق بها متخذو القرار، «لتضييع السالفة» عن موضوع أكبر وعدت به الحكومة، وذلك على اثر سماع القيادي الحكومي لانجازات مؤسسة التأمينات الاجتماعية التي أسسها صديقي المغفور له حمد الجوعان بطلب ورعاية من المغفور له الشيح جابر الاحمد، طيب الله ثراه. والذي كان يراجع مع الجوعان بصفة منتظمة في المكتب وقصر دسمان نصوص قانون تلك المؤسسة الرائدة، التي اشتق معظمها من قوانين دول شمال أوروبا المتقدمة بذلك المجال.. 

مسؤولو التأمينات الاجتماعية (تشيحطوا) بتحقيقهم ما يزيد على 18 مليار دولار أرباحا تزيد على أرباح السنة الفائتة.. وقد زاد الضغط الشعبي لعدم تحقيقهم ذلك الوعد وأدائهم المتراجع وعلى رأسه عدم استردادهم لمئات الملايين من الدنانير من المتهم الهارب، الذي يعيش وعائلته عيشة الاباطرة والملوك وملوك التكنولوجيا الحاليين ومشاهير السوشيال ميديا.. وهناك مسؤولون (حطو حرتهم) أي حولوا غضبهم الى موظفة مسكينة بالمؤسسة كانت تتناول وجبة مع صديقاتها في أحد المطاعم. ولما سألت عن المنحة الموعودة أجابت: بالمشمش! وقد كانت الكلمة في الماضي تعني شبه الاستحالة، أما الان فنحن نأكل المشمش طوال السنة، لأننا نجلبه من كل دول العالم.. فإذا كان هذا مستوى تفكير بعض المسؤولين في أكبر مؤسسة متقدمة في الكويت، فمن المؤكد أننا سنعيش أبد الدهر بين الحفر؟!! 

ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.

المصدر: القبس

تعليقات

اكتب تعليقك