شريفة عبد الرضا جراغ تدعو إلى الالتقاء مع ذوي العقول النيرة من علماء أهل السنة للجم نيران الشحن الطائفي

زاوية الكتاب

كتب 993 مشاهدات 0




ثوابت الشيعة وثوابت الأمة وثوابتنا الوطنية 
 
شريفة عبد الرضا جراغ 
{وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ} سورة هود آية 118،(كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه) الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله، (حرية الرأي والبحث العلمي مكفولة، ولكل إنسان حق التعبير عن رأيه ونشره بالقول أو الكتابة أو غيرها، وذلك وفقا للشروط والأوضاع التي يبينها القانون) المادة (36) من الدستور، نص قرآني وحديث نبوي شريف ومادة دستورية يعبرون عن لسان حال السواد الأعظم من أبناء الشعب الكويتي بسنته وشيعته، وذلك في ظل الجدل الدائر بين تجمع ثوابت الشيعة وإدارة تحرير مجلة الفرقان، وإن صح التعبير يمكن لأي منصف يمسك العصى من المنتصف أن يطلق عليهما القطبان البارزان للتناطح الطائفي في الكويت، فالمراقب لتصريحات الطرفين في الآونة الأخيرة يجد أنها لا تعدو كونها فعلا وردة فعل تفتقر في مضمونها لأسلوب المقارعة بالحجة، مع العلم أن كلا الطرفين يمتلك من الأدلة النقلية والعقلية التي تؤيد وجهات نظرهما، وليس المطلوب من أي الطرفين أن يقنع الآخر بما يعتقد، ولكن يتحتم عليهما إلقاء الحجة على الشارع الكويتي الذي شغلاه بقضايا خلافية بين المذاهب كان منذ الأمد البعيد في غنى عنها، بالخصوص وأن الدم السني والشيعي اختلطا مع بعضهما البعض بالغزو الصدامي المشؤوم ومن خلال علاقات النسب والمصاهرة، علاوة على الجيرة الحسنة ورفقة السفر وغيرها من المظاهر الاجتماعية التي ترسم صورة لأروع تعايش سلمي بينهما، مع التوقيع على ميثاق شرف يقر فيه الطرفان أنهما يؤمنان بثقافة التعدد والاختلاف بالآراء والترفع عن كل إهانة وتجريح.
من جهة أخرى وبعيدا عما إذا كنت شخصيا أوافق أو أعارض بعض تصريحات سماحة السيد المهري، ولكن بطبيعة الحال سأميل إلى المدرسة الفكرية التي أتبناها، والتي أعرف جيدا أنها تحمل من القضايا الخلافية الكثيرة المشفوعة بالأدلة العقلية والنقلية الواردة عن أئمة أهل بيت العصمة عليهم السلام، كما أفهم شعور سماحة السيد وغيره من المواطنين الشيعة تجاه التجريح والتكفير والطعن بولائهم الذي يأتيهم بين الحين والآخر، بل وأرى أنه من الضروري الدفاع والتصدي لحملة التشويه هذه، ولكني أرى أنه يجب الالتقاء مع ذوي العقول النيرة من علماء أهل السنة ومحاولة لجم نيران الشحن الطائفي وتوجيهها نحو المساحات العقائدية الواسعة التي يتفق عليها الطرفان، أما عن التفقه بالمسائل الخلافية فليكن في الجلسات الخاصة للشيعة أو السنة، لضمان الحفاظ على الوحدة الوطنية وعدم إثارة النعرات الطائفية، فـ:«ليس كل ما يعرف يقال، وليس كل ما يقال قد حضر أهله، وليس كل ما قد حضر أهله قد حان حينه»- أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام. 
 

الدار

تعليقات

اكتب تعليقك