محمد الملا ينشر رسالة لولوة الرشيد إلى أمير القلوب رحمه الله بعد تعرض أبيها للاعتداء في‮ ‬أحداث الجهراء من قبل رجال الأمن سنة ‬1990

زاوية الكتاب

كتب 2215 مشاهدات 0



‮ ‮
رسالة لولوة الرشيد إلى أمير القلوب رحمه الله  
محمد الملا
اليوم أنشر أجزاء من برقية الأستاذة لولوة الرشيد إلى أمير القلوب رحمه الله وطيب ثراه،‮ ‬وذلك بعد تعرض أبيها للاعتداء في‮ ‬أحداث الجهراء من قبل رجال الأمن سنة‮ ‬1990‮ ‬بعد تجمع الغاضبين والمتظاهرين على تعليق الدستور،‮ ‬وقد سميت تلك التجمعات سياسياً‮ »‬دواوين الاثنين‮« ‬واقصد من إعادة النشر أن أذكر البعض بالتاريخ النضالي‮ ‬للتيارات السياسية والقبلية بالحفاظ على الديمقراطية والدستور والحريات وحرمة الأموال العامة وأملاك الدولة‮.‬
البرقية بدأت كالتالي‮ »‬سمو الشيخ جابر الأحمد أمير دولة الكويت قصر بيان،‮ ‬أنا إحدى بنات الديرة اللواتي‮ ‬انتخيت بهن‮ ‬يوم الاعتداء الغاشم عليك فهببن لنجدتك واستنكرن ذلك الاعتداء واحطنك بحبهن ورعايتهن وتأييدهن الصادق ومشاعرهن الصادقة النابعة من القلب والتي‮ ‬لا تعرف الزيف ولا النفاق‮. ‬ومثلما اعتُدي‮ ‬عليك من أيد حاقدة‮ ‬غريبة اعتدي‮ ‬على أبي‮ ‬وغيره من الشرفاء اليوم،‮ ‬ولكن للأسف على‮ ‬يد أحد ابناء الديرة الذي‮ ‬نفذ الأوامر التي‮ ‬صدرت له‮. ‬استمد كلمتي‮ ‬هذه من خطابك‮ ‬يوم افتتاح مؤتمر المحامين العرب الذي‮ ‬عقد على أرض الكويت العربية،‮ ‬وهو ان على المحامي‮ ‬ان‮ ‬يقول كلمة الحق وأن‮ ‬يدفع عن حقه،‮ ‬ومن لم‮ ‬يستطع الدفاع عن حقه فهو عاجز عن الدفاع عن الآخرين‮. ‬كلمتي‮ ‬هذه نابعة من القلب راجية ان تصل إلى القلب‮. ‬انها صادرة من ابنة الديرة المخلصة التي‮ ‬لا تخشى في‮ ‬الحق لومة لائم،‮ ‬همها الأول والأخير سلامة هذا البلد الطيب الآمن بأرضه وحكامه وشعبه ومثلما اجتمع أبناء الديرة في‮ ‬السابق وبنوا السور الذي‮ ‬احاط بالديرة ليحميها،‮ ‬وكان أهل الديرة وحكامها قبل السور وبعده‮ ‬يداً‮ ‬واحدة مجتمعين على الخير والشر،‮ ‬الصراحة طبعهم والشهامة والنخوة والتآزر والمساعدة فلا نجد فرقاً‮ ‬بين حاكم ومحكوم‮. ‬الحاكم‮ ‬ينتخي‮ ‬بأبناء شعبه عند أي‮ ‬خطر‮ ‬يهدد البلاد وأبناء الشعب‮ ‬يلجأون إلى الحاكم‮ ‬ينشدون نصرته عند تعرضهم للظلم،‮ ‬فَمَن لابن الشعب من بعد الله سبحانه وتعالى‮ ‬غير حاكمه ليرفع عنه الظلم إذ ظلم؟ وبعد هدم السور،‮ ‬ويا ليته لم‮ ‬يهدم،‮ ‬رفع مكانه سور آخر عال،‮ ‬هذا السور لم‮ ‬يبن لحماية الكويت كما السابق،‮ ‬ولكن بني‮ ‬ليفت في‮ ‬عضد الكويت وتخريبها واشاعة الفرقة بين ابنائها حكاماً‮ ‬ومحكومين،‮ ‬هذا السور وضع للحيلولة بين الحاكم وأبناء شعبه المخلصين وابتدأت اليد الآثمة التي‮ ‬يحركها الحقد والكراهية تحرض الحاكم على شعبه وتحرض الشعب على حكامه،‮ ‬وابتدأت الفجوة تكبر والسور‮ ‬يعلو والبلد الآمنة آخذة بالتقهقر إلى الخلف في‮ ‬جميع المجالات‮. ‬فلنمسك المعاول ونبدأ في‮ ‬هدم هذا السور لنرتاح جميعاً‮.‬
واليوم الابنة تنتخي‮ ‬بأبيها ليرفع الظلم عن اخوانها وأهل ديرتها الحبيبة بيدك وحدك وبكلمة منك تستطيع إعادة البسمة إلى الشفاه وحقن الدماء وعدم اشاعة الفرقة بين ابناء الديرة مدنيين وعسكريين،‮ ‬فالكويت هي‮ ‬الوحيدة التي‮ ‬لم تلطخ‮ ‬يد حكامها بدماء ابنائها الزكية فلا نريد لها في‮ ‬هذا الزمن ان تلطخ‮. ‬والكويت عرفت بديبلوماسيتها العريقة والتي‮ ‬أخذت لها مكانة عالية في‮ ‬العالم أجمع‮. ‬أين هذا الديبلوماسية داخل الديرة؟ أم ان ديبلوماسية الكويت تقتصر على الخارج؟ إن مطلب الشعب بسيط وواضح وصريح وحق من حقوقه كفله الدستور،‮ ‬فبالديمقراطية‮ ‬ينعم الجميع ويرتاح فالحرية مطلوبة في‮ ‬كل أوان ومكان وخير مثل على ذلك ما‮ ‬يجري‮ ‬في‮ ‬أوروبا الشرقية،‮ ‬لقد وفرت لهم الدولة جميع سبل الراحة ولكنها سلبتهم الحرية،‮ ‬فهبوا مطالبين بالحرية،‮ ‬بيدك وحدك‮ ‬يا أبي‮ ‬يا ابن الديرة البار حقن الدماء وإعادة الديمقراطية إلى البلاد من خلال العمل بالدستور وسيادة القانون وكفالة حرية المواطن وحقوق الإنسان،‮ ‬مطلبنا عادل وبسيط وهو سيادة القانون‮.‬
ابنتك بنت الديرة البارة لولوة محمد الرشيد‮«.‬
ورسالتي‮ ‬إلى كل المسؤولين‮: ‬إياكم وهدم أسوار الديمقراطية والحرية وسيادة القانون‮.‬
والحافظ الله‮ ‬يا كويت‮.‬
 

الشاهد

تعليقات

اكتب تعليقك