علي البغلي: إعلانات.. من أين لك هذا..؟!

زاوية الكتاب

كتب علي البغلي 378 مشاهدات 0


فوجئ أهل الكويت والمقيمون بإعلانات ضخمة تملأ الشوارع الرئيسية لمحاربة الحمام، وضرورة عدم إعطائه الغذاء والمأوى في المنازل!

وانا اسكن في منزل فيه شرفات منزلية وفيه حمام سباحة وفي طابوق أحمر إنكليزي يحدد الشبابيك وقد عانيت الأمرين من الحمام، الذي كان يرتع في منزل مهجور يلتصق بمنزلي، وقمت باستخدام المسامير التي كلفتني مبلغاً محترماً، ولا يزال الحمام يرتع في حمام سباحتي المكشوف أكثر مني، فهو يشرب الماء ويقضي حاجته ويتزاوج أمامي، ولا أستطيع فعل شيء في مواجهته لأني مؤمن بأنه: «في كل كبد رطبة أجر».. لذلك فإنني فوجئت كما فوجئ الآلاف من الإعلانات المكلفة في شوارعنا الرئيسية متسائلاً؟ من دفع تكلفتها بآلاف الدنانير؟! لأمر لن يتحقق فالحمام مأخذ راحته كما أراه كل يوم بدون ان نقدم له مأكلاً او مشرباً!

*** 

والشيء بالشيء يذكر رأينا قبل مدة اعلانات ضخمة بشوارعنا الرئيسية يدعو فيها احد الأصوليين المتجهمي القسمات بتحرير القدس! 

والقدس في قلوبنا وهي مكان مقدس لكل مسلم دنسه واحتله الصهاينة الأنجاس.. الذين قام كثير من بلدان العالم العربي الاسلامي بتطبيع العلاقات معهم مؤخراً وبعد الحروب التي كان شعارنا فيها تحرير فلسطين بما فيها القدس، لتحتل إسرائيل أضعاف ما كانت تحتله في السابق من أراضينا في الجولان وسيناء وغيرها..

وأترحم على والدي العزيز الذي اخذنا معه قبل البطولات العربية الكلامية فزرنا القدس قبل احتلالها من اسرائيل، في الستينيات وكانت تحت حكم الاردن.

نرجع لإعلانات المنتمين لأحد الجمعيات الأصولية المدللة لنتساءل ما هو مصدر الآلاف المؤلفة من الدنانير التي صرفتموها داعين لتحرير القدس، ولو أرسلتموها لفقراء القدس والأراضي المحتلة لكان ذلك اكثر ثواباً لكم إذا كنتم تريدون الثواب وليس الاستعراض الفارغ، الذي أزعجتمونا به بشوارع الكويت الرئيسية!

***

من الأصول المرعية في الدول المتحضرة عدم نشر اعلانات عن الاطباء والمحامين والمهندسين والجامعات العريقة.. لذلك فوجئنا بنشر إعلانات صحافية وشوارعية مدفوعة الثمن بمئات الآلاف من الدنانير عن الجامعات ومستواها والمواد التي تدرس بها... الخ.. وقد كان يكفي إعلان يتكون من بيان فيه كل تلك التفاصيل يعطي للمتقدمين لتسجيل في تلك الجامعات (الخاصة) التي لا تزال تحبو؟! ونحن لن نقول لمالكي هذه الجامعات من اين لك هذا؟! لأن مئات الآلاف المصروفة على الإعلانات ستحمل على جيوب أولياء أمور أولئك الطلبة في نهاية الأمر. 

ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.

تعليقات

اكتب تعليقك