مشاري المطيري: العهد الجديد في الخطاب السامي

زاوية الكتاب

كتب 351 مشاهدات 0


حل على الكويت عهد جديد وضع العظماء ملامحه، ورسموا أمامه الطريق نحو المستقبل، وأودعوا كل فردا على هذه الأرض الطبية دوره في عملية البناء والتعمير، فجاء الخطاب التاريخي لسمو نائب الأمير وولي العهد الشيخ مشعل الأحمد خلال النطق السامي في افتتاح دور الانعقاد الأول للفصل التشريعي السابع عشر لمجلس الأمة، ليوضح لنا واجباتنا وحقوقنا.

لقد حمل خطاب النطق السامي بوثيقة العهد الجديد العديد من الرسائل القوية والواضحة، والتي تشير إلى الأزمات والعقبات التي سبق أن مررنا بها، وتكشف عن الداء وتفند أسبابه، وتضع نهجا دستوريا وطرقا واقعية لتحقيق المأمول، وترسم ملامح الطريق للسلطتين التنفيذية والتشريعية، وتحدد مسار عمل كل منهما، وتحذر من الوقوع في فخ الخلافات التي لطالما مزقت آمال وطموحات الشعب الكويتي، وجعلت القيادة السياسية تأسف للواقع المرير الذي كبد الوطن خسائر مادية، وتخلف بسببه عن ركاب التقدم والتطوير.

ومن يتمعن في الخطاب السامي سيجد أن كلمات سمو نائب الأمير وولي العهد كانت بمنزلة المصارحة وإيضاحا للحقائق التي كثيرا ما أغفلنا النظر لها، ولم ننتبه إليها لتكون النتيجة ما آلت إليه كويتنا الغالية من انشقاقات بالصف الواحد بين أعضاء المجلس، والتي أثرت على منظومة العمل داخله، هذا إلى جانب النزاعات المستمرة مع الحكومة، وهذا ما جاء ذكره، حين قال سمو نائب الأمير وولي العهد «على أعضاء السلطتين التشريعية والتنفيذية البعد عن الانشغال بصغائر الأمور والتركيز على ما ينفع البلاد والعباد، فما من بلد تعددت فيه الاختلافات وكثرت فيه الصراعات وقادتها الأهواء والشهوات وخانت فيه الانتماءات والولاءات إلا وتمزق شمله وتقاتل أهله وانفرط عقده وتبعثر أمنه وضاع استقراره والتاريخ يشهد بذلك».

واستطاع الخطاب بالغ الحكمة مواجهة أعضاء مجلس الأمة بالأخطاء التي شهدتها قبة عبدالله السالم وتطرق إليها سموه فقال «مهاترات ومشاجرات ورفع الجلسات قبل موعدها وارتفاع أصوات خرجت عن أدب الحوار وعدم الحضور المقصود لاجتماعات لجان المجلس المختلفة»، محذرا إياهم من تكرار تلك الأخطاء، التي تؤثر على الوطن وتعطل مسيرة التنمية والتطوير، وتجعل من التفرقة سيدا للموقف.

وجاءت الإشادة بالدور الذي أداه الشعب الكويتي من مشاركة بالعملية الانتخابية والإدلاء بأصواتهم، في الوقت الذي حرصت فيه القيادة السياسية على صنع انتخابات نزيهة منزوعة الشوائب، ودفعت الحكومة بكامل قوتها حتى تتمكن من مواجهة من يريدون تخريب العملية الانتخابية وإلحاق الضرر بها، من خلال إبعادها عن معايير النزاهة والشفافية والحرية المطلقة للمواطنين للإدلاء بأصواتهم دون وجود أي مؤثرات خارجية تؤثر عليهم.

كما حمل الخطاب أعضاء المجلس المسؤولية إزاء الفترة المقبلة، وأرشدهم نحو التماسك والترابط حتى يكونوا مستحقين للثقة التي أولاهم إياها الشعب، ومنحتها لهم الأسرة الحاكمة بعدما أعلن سموه عن عدم التدخل في الأدوار الداخلية للمجلس، وكذلك الحكومة.

وكعادة خطابات سمو ولي العهد، تكتب بماء الذهب في صفحات التاريخ، فالخطاب كان حكيما ونبراسا لطريق يحمل لنا ولكويتنا الغالية الخير.

وأختم حديثي بما جاء في ختام الخطاب السامي: (ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب)، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

تعليقات

اكتب تعليقك