حسن شهاب الدين: صَدِّقْ قلبَكَ.. واتْبَعْني

فن وثقافة

الآن 1205 مشاهدات 0


في الشِّعْرِ..
تكتبُكَ القصيدةُ أوَّلا
وأكونُ ما بينَ السطورِ
مُضَمَّنا

نواة القصيدة تتسلل عبر مسامات الشعور الخفي في وجدان الشاعر ، لتنشطر إلى قوافل من الكلمات تتلمس طريقها نحو مشارف المعنى- الفكرة .. ويكمن ظل الشاعر في كل سطر وكل عبارة وكل كلمة من القصيدة، فمن يكتب الآخر القصيدة أم الشاعر؟.

هنا الشاعر المصري الكبير حسن شهاب
الدين الذي أبدع قبل أيام في أمسية شعرية
شارك بها في مدينة الدمام السعودية. يصافحنا بهذا النص الرائع حيث عمق المجازات الشعرية ، وسلاسة التدفق التعبيري، والتوظيف الموفق لقافية النون الموسيقية:

سأقولُ (أنتَ)
وَرُبَّما أعْنِي (أنا)
و (هُناكَ)..
حيثُ أُشِيرُ
قد تَعْنِي (هُنا)

وأُبَدِّلُ الأدْوَارَ..
أُصْبِحُ قارئا
وتكونُ نَصًّا..
أو أظلُّ كما أنا

لي أحْرُفٌ كالماءِ
لكنْ ساحلي ناءٍ
وأنأى ما يكونُ..
إذا دَنا

وقصيدتي امْرَأةٌ لعوبٌ
لا كما تبدو كَصُوفيٍّ
رَأَى..
فتكهَّنا

دَعْنا نُسَمِّي الشِّعْرَ
فخَّ غوايةٍ
ويظلُّ سِرًّا شائعًا ما بيننا

ونُشاكِسُ الأوزانَ
نجعلُ (فاعلنْ) قمرا
ونرسمُ (فاعلاتنْ) طائراً
(ونُضِيفُ شَطْرًا ثالثًا إنْ أمْكَنا)

ونُجرِّدُ القاموسَ..
مِنْ أثوابِه
لنرَى خفيَّ الأبجديَّةِ مُعْلَنا

في الشِّعْرِ..
تكتبُكَ القصيدةُ أوَّلا
وأكونُ ما بينَ السطورِ
مُضَمَّنا

صوتي نبيٌّ..
لا يقينَ له سوى قلقِ السؤالِ
فَكُنْ بِشِكِّي مُؤْمِنا

ألهو بِسِمْسَارٍ
يؤجِّرُ جنَّةً قُرْبَ الإلهِ
بِدِرْهَمَيْنِ تديُّنا

وأشُدُّ ذَيْلَ مُؤَيِّدٍ ومُعارِضٍ
سَرَقا..
بِخِفَّةِ ثَعْلَبَيْنِ المَوْطنا

أنا سيِّدُ الشَّكْلِ المراوغِ
رُبَّما أخْفَى..
وأخلِبُ بالشبيهِ الأعْيُنا

لا تطمئنَّ إلى بياضِ ورَيْقَتي
واحْذرْ..
فصمتُ الريحِ ليسَ مُطَمْئنا

تعليقات

اكتب تعليقك